س/ ما المقصود بالنسخ ؟
ج / هنا نميز بين النسخ :
* لغةً / اصطلاحاً يعني :
1- الإضافة : استنساخ شيء من شيء بنفس الهيئة والمعلومات , زي ما تصوّر البطاقة نسختين📄📄 , وزي ما تنسخ من المفتاح🔑🔑 والسي دي نسخة تانية💿📀 , ومنها كلمة إنسخ يعني إكتب بالضبط , ومنها قص ونسخ ( Copy –paste ) لإضافة نسخة جديدة من مستند .
2- الحذف : والإلغاء والإزالة والإبطال والرفع ❌, يُقال نسخت الشمس🌞 الظل أي أزالته❎ .
* فقهاً / مصطلحاً يعني :
في 7 كلمات :
إلغاء حكم شرعي قديم بحكم شرعي حديث❌
في 5 كلمات :
إلغاء حكم شرعي بحكم شرعي
س / ما الفرق بين الناسخ والمنسوخ ؟
ج/ هما نقيضان :
* الناسخ / اللاغي / الحاذف : هو حكم شرعي إلهي جديد نازل من السماء لينسخ ( ليلغي / ليُعطل ) حكم شرعي إلهي قديم موجود على الأرض بين الناس .
* المنسوخ / الملغي / المحذوف : هو حكم شرعي إلهي قديم موجود على الأرض بين الناس وتم إلغاءه / تعطيله بحكم شرعي إلهي جديد نزل من السماء بعده.
س / ما محل / موضوع النسخ ؟
ج/ نصوص القرآن والسنة📘📙 فقط ( مصدرا التكليف الإلهي للبشر ).
س / ما الحكمة من وجود النسخ ؟
س/ ما مقاصد أو أهداف النسخ ؟
ج/ المقصد الأساسي هو مراعاة تغير مصلحة العبد من زمنٍ لآخر , مما يستوجب تغير التكاليف المرتبطة بمصلحة العبد لأن القاعدة تقول : " حيث توجد المصلحة فثم شرع الله " , يعني
المصلحة تتناسب طردياً مع التكليف
فأحكام المرحلة المدنية تختلف تماماً عن أحكام المرحلة المكية , ومن ثم تكون مقاصد أو أهداف النسخ هي :
1) التخفيف على العباد : مثل نسخ الصلاة من 50 إلى 5 فقط 😒.
2) التشديد على العباد : مثل نسخ حكم الخمر🍻 من : السماح ببعضها إلى تحريمها كلها ❌
3) ابتلاء العباد : امتحانهم لمعرفة مدى امتثالهم للأوامر الإلهية🙏.
ويُلاحظ أن :
التشديد على العباد = حسنات أكثر في الآخرة 👳👌.
والتخفيف على العباد = تسهيلات أكثر في الدنيا 😃👍.
مثال على النسخ من الواقع :
مريض 😨خضع لعملية جراحية
أمره الطبيب☝ بعدم تناول أطعمة دسمة 🍔🍕🍗بعد العملية ( المنسوخ )
ثم أمره الطبيب👈 بتناول الأطعمة الدسمة 🍔🍕🍗عادي بعد شهرين من إجراء العملية الجراحية ( الناسخ )
حفاظا على مصلحة وصحة المريض💪 ( الحكمة )
س/ ما أدلة وجود النسخ ؟
ج/ الآيات القرآنية القائلة :
" مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " [ سورة البقرة : الآية رقم 106]
" وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " [سورة النحل : الآية رقم 101]
" يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " [سورة الرعد : الآية رقم 39 ]
" فَينسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ " [سورة الحج : الآية رقم 52]
وما استنبطه الفقهاء من نصوص السنة النبوية .
س/ ما أنواع النسخ ؟
ج/ 3 أنواع :
1) نسخ الحكم والتلاوة ( الحرف أو الرسم ) معاً
النص غير موجود في المصحف📘 , ومعطل واقعياً ❌.
مثل : آية تحريم النسب بـ 10 رضعات , حيث جاء في حديث السيدة /عائشة :
" كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن ، ثم نُسخن بخمس معلومات "
ومثل : آية : ) بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه (آية قرآنية محذوفة بعد ما نزلت .
2) نسخ الحكم دون التلاوة ( الحرف أو الرسم )
النص موجود في المصحف 📘 , ولكنه معطّل ❌, مثل :
مثال : فرض الصدقة عند مناجاة الرسول ( التحدث إليه سراً ) وفقا لآية : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " [ سورة المجادلة : الآية رقم 12]
3) نسخ التلاوة ( الحرف أو الرسم ) دون الحكم
النص غير موجود في المصحف📘 , ولكنه شغال🔁 .
مثل : رجم الزاني المحصن في الآية القرآنية المحذوفة :
" الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالًا من الله "
بيقولوا كانت الآية دي موجودة في سورة النور
يبقى إذن :
التلاوة : هي كتابة النص في الكتاب ( الجانب النظري )
والحكم : هو تطبيق النص في الواقع ( الجانب العملي )
هناك أيضاً :
1) نسخ القرآن بالقرآن
يعني آية قرآنية لاحقة تلغي / تعطل آية قرآنية سابقة
مثال : تحريم الخمر , آية سابقة أباحت شربها بقدر قليل وهي آية : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا " [سورة البقرة : الآية رقم 219] , وآية لاحقة منعت شربها خالص وهي آية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [سورة المائدة : الآية رقم 90].
2) نسخ السنة بالقرآن
يعني آية قرآنية لاحقة تلغي / تعطل حديث نبوي سابق.
مثال : نسخ القبلة , حيث أمر النبي أصحابه بالتوجه ناحية بيت المقدس ( القدس - قبلة المسلمين الأولى / المنسوخة ) , ثم نزلت آية تأمرهم بالتوجه نحو البيت الحرام (الكعبة - قبلة السملين الثانية والأخيرة / الناسخة )🕋 وهي الآية القرآنية القائلة : " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ " [سورة البقرة : الآية رقم 144]
3) نسخ السنة بالسنة
يعني حديث نبوي لاحق يلغي / يعطل حديث نبوي سابق
مثال : زيارة القبور , حيث نهى النبي عن زيارة القبور في البداية , ثم أباح زيارة القبور بعد ذلك في قوله : " كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها " .
مثال آخر : نسخ حكم زواج المتعة , حيث أباحه رسول الله ثم حرمه بذلك في حديث لاحق فحواه " رخص رسول الله عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها"
4) نسخ القرآن بالسنة
يعني حديث نبوي لاحق يُعطل / يلغي آية قرآنية سابقة
مثال : نسخ الحديث النبوي القائل : " لا وصية لوارث " للآية القرآنية القائلة : " كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ "[ سورة البقرة : الآية رقم 180]
رفض ذلك الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وقالوا أن :
1) السنة أضعف من القرآن , الدليل الأقوى ( القرآن ) ينسخ الدليل الأضعف ( السنة ) وليس العكس .
2) السنة شرح , تشرح القرآن وتفسره وتفصله ولا تلغيه .
3) القرآن بلاغ , والنبي مُبلغ لا مُشرع , فلا يمكنه نسخ آية قرآنية ( كلام إلهي كله قطعي الثبوت والدلالة عن الله ) بحديث نبوي ( كلام بشري بعضه ظني الثبوت أو الدلالة عن النبي ) .
ورد على ذلك أغلب الفقهاء إن السنة والقرآن كلاهما وحي إلهي ومن ثم ينسخ بعضه بعضاً عادي لأن النبي لا ينطق عن الهوى وما يتكلم به وحي أيضاً.
س/ كيف يتم إثبات النسخ ؟
ج/ فقهاً بإجماع الأمة الإسلامية بعد فهم وتحليل وفصل الحكم المتأخر عن الحكم المتقدم في نفس الموضوع .
س/ ما محل النسخ ؟
ج/ بعض الأحكام / التكاليف الشرعية ( الأوامر والنواهي فقط ) افعل – لا تفعل .
س/ ما يخرج عن النسخ ؟
ج : ما يلي :
1) المباديء والأخلاقيات : يعني ما ينفعش ربنا يقول " وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى " , وبعد كدة ينزل آيه تقول " ازنوا " مثلاً .
2) أصول العبادات : يعني ما ينفعش ربنا يقول " وأَقِيمُوا الصَلَاةَ وآتُوا الزَكَاةَ " , وبعد كدة ينزل آية تقول " لا تقيموا الصلاة ولا تؤتوا الزكاة ".
3) أصول الاعتقادات : يعني ما ينفعش ربنا يقول " اُعْبُدوا رَبَكُمْ " , وبعد كدة ينزل آية تقول " لا تعبدوا ربكم الذي خلقكم "
3) القصص والحكايات : يعني ما ينفعش ربنا يقول : " وهَلْ أتَاك َحَدِيثُ مُوسَىْ " , وبعد كدة ينزل آية تقول : " لا يوجد أحد اسمه موسى "
4) الأخبار والمعلومات : يعني ما ينفعش ربنا يقول " والصُلّحُ خَيّرْ " , وبعد كدة ينزل آية تقول " الصلح ليس خير " , وما ينفعش يقول : " الله لا إلَهَ إلّا هُو " ثم يقول " هناك آلهة أخرى مع الله " ! .
لماذا ؟ لأن الفُحش والكُفر والجهل والكذب والتناقض أمور مستحيلة على الله
س/ ما أهم شروط النسخ ؟
ج/ أن يكون المنسوخ :
1) شرعي لا عقلي , يعني نص من القرآن أو السنة مش رأي أو إجتهاد فقهي أو قياس أو إجماع .
2) منفصل عن الناسخ , مستقل عنه دون اقتران والا كان تخصيصاً .
3) متعارض مع الناسخ , متنافياً / متناقضاً معه , بحيث يأتي الناسخ بحكم جديد في نفس موضوع المنسوخ ( وحدة الموضوع المنسوخ ) مع عدم إمكان فض التعارض بين النصين الناسخ – المنسوخ , وإلا كان تخصيصاً لعام .
4) مستغرق الموضوع محل النسخ , فلا يكون النسخ في جزء من الموضوع بل لكل الموضوع , رأي : ينفع يكون النسخ في جزء من الموضوع .
5) مُتحد في الموضوع محل النسخ مع الناسخ أي تناول نفس موضوع الذي تناوله الناسخ ( وحدة الموضوع المنسوخ ) .
6) مؤبد لا وقتي , يعني غير مش مقيد بوقت لأنه لو مُقيد بوقت سيُنسخ لوحده بمضي وقته دون نزول ناسخ .
7) صالح للنسخ , أي دليل شرعي يقبل نسخه , فلا يكون خبر أو قصة أو أخلاق أو أصل عبادة .
8) قديم سابق على الناسخ , يعني نزل في تاريخ قديم قبل تاريخ نزول الناسخ .
س / ما موقف الناس من النسخ ؟
ج/ اختلف الناس حوله :
# المسلمون الأصوليون :
اعتبروا النسخ ضمن علوم القرآن الكريم وعلوم أصول الفقه .
# المسيحيون والملحدون والمستشرقون:
اعتبروا النسخ طعن في الإسلام واثبات لعدم صحة النبوة المحمدية ( بشرية تنزيل النصوص الإسلامية ) , وعلى حد تعبير القمص / زكريا بطرس : " النسخ يعني ربنا بيرجع في كلامه " .
# القرآنيون والعلمانيون وأصحاب موقف التفسير العصري :
أنكروا النسخ , وقالوا أن " نسخ الآية بالآية " يعني إلغاء مُعجزة بمُعجزة لا إلغاء آية قرآنية بآية قرأنية , ومنهم د. أحمد صبحي منصور الذي قال أن " النسخ يعني الإضافة لا الحذف " !.
إلغاء التشريع أو نسخه هو دفع حكم قانوني بحكم قانوني آخر متأخر عنه مؤداه إبطال العمل بالتشريع الأول وتجريده من قوته الملزمة ، فطبيعة النسخ التشريعي إنهاء سريان قاعدة قانونية ومنع العمل بها ابتداءاً من تاريخ هذا الإنهاء ، ومحل الالغاء قاعدة قانونية صحيحة لعدم الحاجة إليها أو لإستبدالها بغيرها من القواعد ، ولا يؤثر الإلغاء في صحة تطبيق القاعدة الملغاة في الماضي أى ليس له أثر رجعي .
أنواع النسخ القانوني
الإلغاء قد يكون :
1- صريح : إذا وجد نص في قاعدة قانونية لاحقة يقضي صراحة بإلغاء قاعدة قانونية سابقة عليه.
2- ضمني : إذا وجد حكم في قاعدة قانونية لاحقة يتعارض – بما لا يدع مجالاً للجمع والتوفيق - مع حكم جاء في قاعدة قانونية سابقة عليه
وقد يكون :
أ- جزئي : إعادة تنظيم المشرع لجزء
من موضوع من جديد , بصدور
تشريع جديد ينظم جزء من موضوع نظمه تشريع سابق ، فيعتبر التشريع السابق منسوخاً
جملة وتفصيلاً .
ب- كلي : إعادة تنظيم المشرع لموضوع
كامل من جديد ، بصدور
تشريع جديد ينظم موضوع نظمه تشريع سابق ، فيعتبر التشريع السابق منسوخاً
جملة وتفصيلاً .
الغاء صريح كلي
السند القانوني
مادة رقم 2 من القانون المدني المصري رقم 131لسنة 1948
السند القضائي
حكم محكمة النقض المصرية رقم 47408 الصادر في 1/10/1996
فتوى الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع رقم 420 ، ملف رقم 86/4/2112 ، بتاريخ جلسة 2021/01/27
شروط النسخ القانوني