تقديم :
قدّم الأستاذ / أحمد دِسُوقِي مسرحية بعنوان " كأسْ سُقّراطْ الأخيرْ " , وهي مسرحية أدبية ذات طابع تاريخي فلسفي .
المسرحية :
تبدأ المسرحية بحوار بين سُقّراطْ وزوجته زنتيب ( يقال أنها هي السبب في تحوله إلى فيلسوف ) ، ويظهر من الحوار زهدْ سُقّراطْ وحبه للعلم والتعليم رغم فقره ، وزُهّدهْ في الطعام والشراب وإرتداء الملابس حيث يقول : " الناس عديمو القيمة يعيشون ليأكلوا ويشربوا , والناس ذوو القيمة يأكلون ويشربون ليعيشوا " .
نظرة سقراط للمال :
أيضاً يرى سُقّراطْ في الزهد راحة نفسية من متاعب إقتناء الأموال .
أساس المسئولية عند سقراط :
يرى سقراط أن الحيوان تُحَرّكّهُ غرائزه دون عقلٍ لذلك لا يُلام على عواقب أفعاله ، وأن الإنسان يُحَرّكهُ عقله قبل غرائزه لذلك يُلام على عواقب أفعاله .
نظرة سقراط للقانون :
يرى سقراط أن القانون لابد وأن يحقق الخير للمجتمع حيث يحافظ على الأمن والسلام للمجتمع ، وأن الإنسان النبيل ( المواطن الصالح ) هو الذي يبحث عما فيه الخير لمجتمعه ، وأن الخير ليس فيه ضرر أو شر .
الشكوى ضد سقراط :
وفي المشهد الثالث يتعاون كل من ميليتو وأنيتو في رفع شكوى ضد سُقّراطْ أمام هيئة المحلفين لمحاكمته بتهمة إفساد عقول الشباب والكفر بمعبودات أثينا ، وتدمير أركان المجتمع الأثيني القديم ، والتصادم مع الأخلاق ، والتحريض على قلب نظام الحكم الأثيني الديمقراطي.
هيئة المحلفين هي هيئة قضائية مكونة من 500 مواطن إغريقي من الذكور تزيد أعمارهم عن 30 سنة يجلسون على مقاعدهم الخشبية المفصولة بحاجز عن المُشاهدين ، ويصدرون أحكامهم بأغلبية الأصوات ، وتسمى أيضا بـ " محكمة الشعب " و" مجلس الخمسمائة " .
محاكمة سقراط :
وتقبل هيئة المحلفين الشكوى ، ويَلّقي الحرس القبض على سُقّراطْ ، ويسوقونه إلى المحاكمة أمام هيئة المحلفين في عام 399 ق.م.
مرافعة سقراط :
يرد سُقّراطْ على التهم الكيدية الموجهة له ويفندها في خُطبة يسمونها الفلاسفة الأدباء " خطبة سقراط الأخيرة "
نصوص من المرافعة .
الحكم القضائي الصادر بإعدام سقراط :
أصّدِرْت هيئة المحلفين حكمها بإعدام سُقّراطْ ، وتظهر علاماتُ الجَزَعِ والخوفِ والحُزْنِ على الجميعْ ، ولا يبدو على سُقّراطْ الخوفْ ولا الجَزَع ولا الحُزْنْ ، فهو يرى أن الموت بداية لمعرفة الحقيقة المطلقة ، وأن الموت ليس نهاية مطلقة ، وإنما مَمَرْ للإنتقال إلى حياة أخرى أجمل ، من دارٍ إلى دارْ ، ومن حالٍ إلى حالْ ، وذلك حين تتحرر النفس من سجن الجسد الفاني الزائل لتذهب إلى عالم الخلود الذي لا يفنى أبدا .
كما يرى سُقّراطْ أن المعلم يموت وتعليمه وتعاليمه يبقيان إلى الأبد.
سجن سقراط :
يرفض سُقّراطْ الهروبَ من السجن ، ويَثّبُتْ على مبادئه لأنه يرى أن الثبات على المبدأ أهم من تبني المبدأ ، وأنه من الواجب أن يعيش صاحبْ مبدأ أو لا يعيش ولا ثالثْ لهذين الإحتمالين .
تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضد سقراط :
تنتهي المسرحية بمشهد حزين ، عندما يمتثل سُقّراطْ لحكم الإعدام الصادر ضده ، ويشرب كأسا به سُم الشوكران الأبقع ، ويلّفُظُ أنفاسه الأخيرة أمام زوجتِهِ وأبناءِهِ وتلاميذِهِ .
ملاحظات
- الإعدام بشرب السم أحد أشكال الإعدام في المجتمع اليوناني القديم .
- عوقب بروديقوس بالعقوبة ذاتها عن الجريمة نفسها .
- حوكم سقراط بسببب ارتكابه لمجموعة جرائم دينية وسياسية أدت إلى إفساد عقول الشباب هي أشبه في عصرنا الحديث بجرائم :
+ إثارة الفتن الطائفية في قانون العقوبات العراقي .
+ تكدير السلم والأمن العام في قانون العقوبات المصري .
+ هدم الثوابت أو تريض ركائز المجتمع للخطر .
+ بث الشائعات .
+ التحريض .
+ الترويع .
+ إزداءالأديان .
+ قلب نظام الحكم .
- حوكم سقراط بسبب تهديده لما يسمى بـ الطوطم أو التوتم ، حيث اعتبر القانون الأثيني القديم أن كل من ينتقد أو يسخر من هذه الأساطير مجرم يزدري الدين الرسمي ( يخرج أو يجدف على المعبودات الرسمية ) داخل المجتمع ، والسبب هو أن أفراد المجتمع تربط بينهم رابطة روحانية مشتركة ( الرابطة الطوطمية أو الاعتقاد الطوطمي المشترك ) وأي استهزاء بالطوطم يُضعف من قوة هذه الرابطة ، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانقسامه ، لذلك يحمي المجتمع وحدته من خلال رفض أي قول أو سلوك يُضعف من رمز أو قيمة الطوطم لديه حفاظا على وحدته وقوته ، وهذا ما يُعرف في علم " فلسفة القانون وتاريخه " وباقي العلوم الإنسانية والاجتماعية بمصطلح العشيرة التوتمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق