المفهوم
سلسلة تشريعات ( قوانين ومراسيم ) نازية تمييزية عنصرية على اساس الدين والجنس والعرق والميول الجنسية ضد غير الألمان - وبخاصة اليهود - في ألمانيا ، ومن أهم هذه القوانين : قوانين نورمبرغ ، وفي ذلك المقال سأحاول التعرض بإيجاز لموضوعات تلك القوانين مع تسليط الضوء قليلا على القوانين التي ناهضت اليهود في ألمانيا النازلية .
النطاق الزماني لتلك التشريعات
15 سبتمبر ( أيلول ) سنة 1935 م ، واستمر تطبيقها حتى وفاة هتلر في 30 من إبريل عام 1945 م .
طُبقت هذه التشريعات في ألمانيا النازية ، وفي جميع الدول التي احتلها " هتلر " وسيطر عليها وهي : بولندا ( سبتمبر 1939 ) والدنمارك ( أبريل 1940 ) والنرويج ( أبريل 1940 ) وبلجيكا ( مايو 1940 ) وهولندا ( مايو 1940 ) ولكسمبورج ( مايو 1940 ) وفرنسا ( مايو 1940 ) ويوغسلافيا ( أبريل 1941 ) واليونان ( أبريل 1941 ).
التسلسل التاريخي والموضوعي لأهم التشريعات العنصرية النازية
صدرت هذه القوانين والقرارات خلال الفترة من عام 1933 م حتى عام 1939 م بيانها كالآتي :
الوصف
سياسة تشريعية مناهضة معادية لغير الألمان عموما ولليهود خصوصا في ألمانيا نتيجة استيلاء الحزب النازي على مقاليد الحكم في ألمانيا في عام 1933 م ، وقد ذكر " ادولف هتلر " في كتابه « كفاحي » صفحة 24 وما بعدها أن اليهود يدبرون مؤامرة دولية للسيطرة على العالم من خلال سيطرتهم على الجنس والمال والسلطة شيئا فشيئا ، ومن ثم فهم يمثلون عدوا قاتلا مستتراً للمجتمع الألماني.
( بيانات الكتاب : ادولف هتلر - كفاحي - دار أزهى - 2024م )
أهم تشريعات السلسلة
قانون مواطنة الرايخ
الذي اعترف بالمواطنة للمواطن الألماني الآري فقط الذي ينتمي إلى سلالة ألمانية نسبا أو مصاهرةً ، والذي يحق له التمتع بالجنسية الألمانية .
قانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني
الذي حظر الاختلاط العرقي بين الألمان وغيرهم من الأجناس الأدنى منهم حيث كافح هذا القانون ما يسمى بـ " تدنيس السلالة " أو " العار العنصري " ( Rassenschande ) وحاول الحفاظ على نقاء الدم الأرزق داخل العرق الآري الألماني ، فحظر التزاوج والعلاقات الجنسية بين اليهود والألمان تجنباً لإنجاب أطفال ذوي "سلالة مختلطة "و تعكّر نقاء العرق الألماني.
قانون تغيير الأسماء العائلية والشخصية
صدر هذا القانون في 17 أغسطس من عام 1938، و حدد أسماءً جديدة قاصرة على اليهود فقط في ألمانيا ، ولا يجوز للآباء اليهود تسمية أبنائهم باسم غير مدرج في قائمة الأسماء اليهودية الرسمية المعتمدة من الحكومة الألمانية النازية ، والتزم كل يهودي يختار اسم لابنه من هذه القائمة بأن يضيف اسم " إسرائيل " ( للذكور ) و " سارة " ( للاناث ) كأسماء إضافية للإسم الذي تم اختياره .
مرسوم جوازات سفر اليهود
في 5 أكتوبر من عام 1938 ألغى النظام النازي جوازات السفر الألمانية لجميع اليهود الألمان ، وخصص لهم جوازات سفر مختومة بحرف "J" الذي تبدأ به كلمة " Jude" (" يهودي " باللغة الألمانية) .
تشريع الشرطة بشأن تمييز اليهود
في 1 سبتمبر من عام 1941 م ، أُجبر جميع اليهود- الذين بلغت أعمارهم ست سنوات فأكثر - على ارتداء شارة صفراء عليها نجمة سداسية صفراء بحجم كف اليد وبها خطوط سوداء تحدد نجمة داود. كما يجب أن يكون عليها كلمة "Jude" (" يهودي " باللغة الألمانية) وتعلق هذه الشارة على الجانب الأيسر من صدورهم لتكون ظاهرة حين يخرج اليهودي في الأماكن العامة ، واستُثنى من ارتداء هذه الشارة الصفراء : اليهود الأجانب واليهود الأعيان الأثرياء الموالين العاملين بإخلاص في خدمة النازية ، واليهود مختلطي النسب الذين انحدروا من الزيجات المختلطة .
يلاحظ أن هذا التمييز في الزي يتشابه كثيرا مع مراسيم إلزام اليهود بارتداء خرقة صفراء في عمائمهم والتي صدرت عن العاضد بأمر الله وغازان محمود المغولي وأسد الدين الأيوبي ، كما فرض الملك الإنجليزي إدوارد الأول على اليهود ارتداء شارات صفراء ، أيضا فرض ملك فرنسا لويس التاسع على اليهود ارتداء شارات صفراء .
ويلاحظ أن ارتداء الشارة الصفراء أمر مستفز جدا لليهود في العصر الحالي ، حيث يذكرهم ذلك الأمر بتاريخ اضطهادهم عبر العصور ، وهو ما يعتبرونه هو شكل من أشكال عدم التعاطف معهم و الكراهية والتمييز العنصري ضدهم ( معاداة السامية Anti-Semitism ) .
أهم نتائج السياسة التشريعية لهذه القوانين
1- الفصل الاجتماعي والقانوني بين الألمان ( أصحاب الجنس الآري ) وغير الألمان ( أصحاب الجنس المتدني ) وبخاصة اليهود في ألمانيا حيث :
- منع قيام علاقات جنسية أو زواج بين الألمان وغير الألمان ( اليهود والزنوج - أصحاب البشرة السمراء- والغجر والمعاقين وشهود يهوه والمثليين ) .
- منع تشغيل الخادمات الألمانيات في المنازل اليهودية.
- فصل العاملين اليهود من العمل في قطاعي الخدمة الهنية ( القطاع الخاص الحر ) والخدمة المدنية ( القطاع العام الحكومي ) .
- حرق وتدمير الكتب غير الألمانية ( المعارضة للنازية ) في محارق الكتب النازية أو ما يسمى ب " هولوكوست الكتب " .
- تجريد غير الألمان - وبخاصة اليهود - من حقوق المواطنة ، ومصادرة حقوقهم المدنية والسياسية واعتبارهم عنصر أجنبي دخيل على ألمانيا ، وقد تم عزل غير الألمان - وبخاصة اليهود - جسديا عن زملائهم الألمان ، ومنعهم من دخول " المناطق الآرية " و جميع المدارس والجامعات العامة و دور السينما والمسارح والمنشآت الرياضية ، ومُنع الأطباء اليهود من معالجة المرضى الآريين.
- اعتقال واغتيال غير الألمان - وبخاصة اليهود - المعارضين للسياسات النازية .
2 - التطهير العرقي في ألمانيا ، حيث حرص النازيون على تكوين الشعب الألماني على أساس العرق ، فبدأو بترحيل العناصر الغير ألمانية - وبخاصة اليهود - من المجتمع بشكل :
- غير مباشر : عن طريق التضييق عليهم ومصادرة أملاكهم .
- مباشر : عن طريق اعتقالهم واحتجازهم وارهابهم وتجويعهم وتعطيشهم واخفائهم قسريا وترحيلهم إجباريا والإبادة الجماعية لهم مثل : حرق اليهود في محارق الهولوكست عن طريق " حشد طوابير الموت حرقا " 1 .
ويلاحظ أن اليوم العالمي الدولي لذكرى الهولوكوست هو يوم 27 يناير من كل عام ، لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست ، وتحرص عدة دول ومنظمات دولية على إحياء هذه الذكرى مثل : إسرائيل و أمريكا ومنظمة اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان والإمارات .
والشيء بالشيء يُذكر :
هناك هولوكوست غزة ، وعدة محارق قامت بها اسرائيل في غزة ، وربما فاقت المحارق التي أعدم فيها هتلر اليهود ! ، ومن الكتب التي ناقشت تلك القضية الدولية كتاب " هولوكوست غزة " للدكتور / عبد االله الأشعل.