الكتاب هو مجموعة صحف جُمعت بين دفتين 📖📕تحوي معلومات بشكل مسهب ومكثف غالباً ، ، وهو اسم مشتق من الفعل كتب ، أما المقال فهو موضوع يحوي قطعة أو مجموعة إنشائية نثرية مكتوبة بشكل موجز ومكثف وواضح وبسيط 📋 ، وهو اسم مشتق من الفعل قال ، والثقافة بوجه عام ( الثقافة العامة ) هي الإلمام بقدر من الآداب والعلوم والفنون مع ظهور ذلك الإلمام في أفعال وأقوال الشخص المثقف ( يتحول من إنسان همجي منحط إلى إنسان متحضر راقي ) ، وقد تُخصص الثقافة في جانب أو مجال معين مثل : الثقافة السينمائية والثقافة المهنية ..إلخ ، أما الثقافة القانونية⚖️ فهي تبصير👀 الناس بحقوقهم وواجباتهم بجانب تعريفِهِم بالقانون وعلومه وعلماءه ومدارسه .
وفيما يلي سنقارن بين الكتاب والمقال وآثارهما في نشر الثقافة القانونية .
بالنسبة للحجم :
- الكتاب أشمل من المقال ( يتكون من : عدة مقالات او فصول + مقدمة + خاتمة + إهداء + صفحة رسالة شكر..إلخ ) ، ومن الممكن أن يجمع المؤلف مقالاته في كتاب واحد مثل ماكس فيبر الذي جمع عدة مقالات من تأليفه في كتاب يسمى " مقالات في علم الاجتماع الاقتصادي " وهذا ما يُسمى بالكتاب المقالي ( الكتاب الذي يتكون من عدة مقالات ) .
- المقال أقل حجما من الكتاب ( يتكون من : مقدمة وخاتمة ومتن ، وأحيانا متن فقط ) ، ومن الممكن أن يحول المؤلف مقال طويل إلى كتاب واحد ، وهذا ما يسمى بـالمقال الكتابي ( مقال طويل تم تنسيقه وتحويله إلى كتاب منشور ) مثل معظم كتب الدكتور مصطفى محمود مثل كتاب المسيخ الدجال وكتاب الشفاعة ....إلخ ، وكتاب " ماعت - فلسفة العدالة في مصر القديمة " للباحثة أنا مانسيني .
الأمر الذي يعني أن :
- تأليف المقال يحتاج إلى أموال وأوقات وجهود أقل من تأليف الكتاب .
- المقال أقل مساحة من الكتب على الأجهزة الالكترونية ، وفي الحياة الواقعية يمثل مجموعة صفحات بسيطة قياساً على الكتاب الذي يحوي عدد كبير من الصفحات بين دفتيه .
- المقال أسرع تداولا من الكتاب بسبب صغر حجمه .
بالنسبة للتصميم والإخراج الفني :
- يحتاج الكتاب إلى تصميم غلاف ، وكعب ، وإخراج فني ، وتصميم قالب ، وعمل فهرس .
- المقال لا يحتاج إلى كل هذا ، وقد يحتاج فقط إلى جدول محتويات داخل مدونة بلوجر أو ورد بريس .
بالنسبة للتعديل على المحتوى :
مثل أعمال تصويب أو إضافة أو تعديل أو حذف كلمة أو عبارة أو سطر أو فقرة ، يكون الأمر أسهل بالنسبة للمقال ( إذا تحكم الكاتب في مادة المقال المنشورة على موقعه أو مدونته الخاصة ) ، وأصعب بالنسبة للكتاب .
بالنسبة لإثبات حقوق الملكية الفكرية :
- الكتاب يحتاج إلى رقم إيداع وترقيم دولي من دار الكتب والوثائق القومية في مصر ، وأذونات من مؤسسة الأزهر بالنسبة للمواد الدينية الإسلامية ، وفسح للكتب والمطبوعات من المملكة العربية السعودية ، فالنشر بدون رقم أيداع = جريمة نشر مصنف أدبي بدون إيداع في مصر وفقا لنص المادة رقم 184 من قانون رقم ٨٢ لسنة ٢٠٠٢ بإصدار قانون حماية حقوق الملكية الفكرية وفقاً لآخر تعديل صادر في ٥ سبتمبر عام ٢٠٢٠.
- المقال : تثبت ملكيته للمؤلف بمجرد نشره في :
- عدد بالمجلة ، حيث يُنسب المقال إلى مؤلفه في عدد المجلة ، فمثلاُ مقالاتي منسوبة إلي في عدة مجلات علمية مثل : مجلة القانون والدراسات الاجتماعية ، ومجلة الباحث القانوني ، ومجلة الكلمة ..إلخ .
- الموقع أو المدونة الشخصية للمؤلف ( إثبات ملكية الموقع الإلكتروني ومحتوياته الحصرية في جوجل لحفظ حقوق المؤلف ) .
ويمثل المقال إسهام أدبي أو علمي ، ولا يعد مصنفا أدبيا .
بالنسبة للنشر :
وأصبحت منصات المقالات العلمية وعاء لنشر المقالات العلمية في تخصصات كثيرة جدا مثل : جوجل اسكولار وقواعد دار المنظومة وبنك المعرفة المصري وأكاديميا..إلخ .
بالنسبة لمواكبة العصر :
الكتاب الورقي لازال موجوداً ولكنه يعاني من مشاكل كثيرة جداً مثل : غلاء سعره ، صعوبة الحصول عليه ، وقابليته للتلف والفقد والحرق والسرقة والتمزيق ، واحتياجه لمساحة تخزين في العالم الحقيقي ..إلخ .
أما الكتاب الإلكتروني فهو موجود ومتاح طوال الوقت إذا كان مجانياً ، ومشكلته الكبرى تتجلى في أنه يحتاج إلى تحميل ( استهلاك لباقة الانترنت ) ومساحة على جهاز الحاسب الحالي أو الهاتف ، فضلا عن كثرة عدد صفحاته بالشكل الذي يصيب القاريء بالملل في الكثير من الأحيان .
أما المقالات المنظمة فهي الأسرع تداولا بين الناس نظرا لصغرحجمها وجودة تنسيقها وسرعة وسهولة قراءتها ، فهي الوقود الذي تجري به عجلات المواقع الالكترونية مثل المواقع العلمية والثقافية والإخبارية ( مثل منشورات الأخبار ) ، والمنتديات ، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل منشورات الفيس بوك وتويتر وانستجرام ...إلخ ، ولولا وجود المقالات لسقطت هذه المنظومات بمواقعها .
أنظر مثلا: موقع موضوع ، وموقع المصري اليوم ، وموقع اليوم السابع ...إلخ .
وهناك عشرات بل مئات بل آلاف المواقع الإلكترونية التي تُرحب بمقالات الكُتاب ، يكفي ان يكتب الشخص داخل مربع بحث جوجل عبارة " أرسل مقال " وسيجد الكثير من المواقع الإلكترونية التي ستتلقى مقالاته منه إذا كانت مقالاته جديرة بالنشر .
ومن الجدير بالذكر تجارب تحويل الكتب إلى مقالات مفهرسة مُنظمة مُرقمة لخدمة الباحثين في أكثر من موقع من بينهم : موقع المكتبة الشاملة وموقع المكتبة الشيعية .
و من أمثلة ذلك :
- فكرة بعنوان " معنى السفور عند العرب " في كتاب الحجاب في الشرع والفطرة للمؤلف عبد العزيز الطريفي ( المكتبة الشاملة )
- تعريف النسخ في كتاب ابن منظور - ج3- ص 61 ( المكتبة الشيعية )
- تحويل دواوين الشاعر نزار قباني وأغانيه إلى مقالات مرتبة ترتيباً هجائياً على موقعه الالكتروني .
- تحويل اهم أعمال الشاعرمحمود درويش إلى مقالات مترجمة إلى اللغة الإنجليزية ومنشورة في موقع أدب .
- تحويل أهم أعمال الشاعر صلاح جاهين إلى مقالات منشورة في موقع أدب أيضاً .
بالنسبة للبيع :
- الكتاب يحتاج إلى عمليات كثيرة مثل : الطباعة والتوزيع و الدعاية والإعلان والتسويق الواقعي والإلكتروني عبر منافذ ومعارض ومكتبات لبيعه.
- المقال يحتاج إلى دعاية وإعلان وتسويق الكتروني عبر الإعلانات الممولة أو شراء صفحة فيس بوك ويلاحظ أن تكون هذه الصفحة :
1- قريبة الموضوع ، موضوعها قريب من مجالات كتابة المؤلف كأن يشتري المؤلف صفحة تسويق سيارات لينشر عليها مقالاته التي تتعلق بعالم السيارات ، أو صفحة تتحدث عن السينما والفن لينشر عليها مقالاته التي تتعلق بالتأريخ الفني والسينمائي .
2- كثيرة الجمهور ، أي عليها جمهور الكتروني حقيقي ( ليس روبوتات ولا بوتات ) ضخم متفاعل مع محتوات الصفحة ، والمقال يمكن بيعه إذا تمت طباعته وطرحه في الأسواق كملزمة ورقية داخل مكتبة ، إذا تم تحويله إلى مستند نصي عبر منصات بيع صغيرة مثل : scribd .، وباقي منصات بيع المقالات الإلكترونية
بالنسبة للأرباح :
- أرباح الكتاب تعتمد على نسب وحجم المبيعات بعد خصم تكاليف وضرائب ورسوم الشحن والنقل والتوزيع والتحرير والتعديل والمراجعة والتنسيق بالنسبة للكتاب .
- أرباح المقال تعتمد على أموال المجلة للمؤلف أو إعلانات جوجل أدسنس على موقعك أو مدونتك بعد تحقيق شروط الربح من جوجل أدسنس ، وهناك مواقع الكترونية عربية وأجنبية تحقق ربح للمؤلف عن طريق نسبة مشاهدة المقال ( نظام مشاركة الأرباح مع جوجل أدسنس ) أو عن طريق كتابة المقالات بالطلب لصالح شركة أو مؤسسة أو موقع معين ( Freelancing ) مثل مواقع : استكتب ، وثقفني ورقيم ، وفهرس ، وكلامكو ، ونجوم مصرية ..إلخ ، أيضا قد يربح الكاتب من خلال إعداد مادة أدبية لفيديو من خلال مقال علمي أو أدبي ( Video script ) في قناة أو برنامج أو صفحة أو منصة مرئية ، كما يمكن للمؤلف تحويل مقاله إلى مادة مسموعة ( مقال صوتي ) وبيعه أو إتاحته مجاناً في منصات ومواقع وتطبيقات بيع أو إتاحة المقالات الصوتية مثل منصة : ريد سيركل وآبل ساوند وساوند كلاود ومجلة الإنساني وأوديولابي وبي ليرنينج ، أو نشر المقال على يوتيوب والربح من نسبة مشاهدة المقال الصوتي من خلال إعلانات جوجل أدسنس على يوتيوب ( 1000 مشترك + 4000 ساعة مشاهدة ) .
بالنسبة للرقابة على الأرباح :
- بالنسبة للكتاب ، واضحة في النشر الذاتي حيث يكون للمؤلف صفحة يعلم منها حجم ونسب مبيعاته ، وغامضة بالنسبة للنشر التقليدي الورقي ( قد يبيع الناشر كتاب بمبلغ ١٠٠٠ ج ويقول للمؤلف أن أرباح كتابه ٢٠٠ جنيه فقط ، أو لا يُعطي للمؤلف حق مالي أصلاً ) .
- بالنسبة للمقال واضحة جدا ، وذلك من خلال متابعة المؤلف لنسب مشاهدة وأرباح مقالاته.
في رأيي الشخصي كان للمقال أثره البالغ والواضح في نشر الثقافة القانونية للعوام بشكل أيسر وأسرع وأكثر فاعلية من الكتاب ، ويؤكد ذلك المقالات القانونية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل مقالات صفحات فيس بوك : 1 ، 2 ، 3، 4 ، 5 ، وتويتر .
مقال رائع ،، بالتوفيق والنجاح الدائم
ردحذفبارك الله في حضرتك ، شكرا على دعم حضرتك لي ، نورت مدونتك
حذف