البعض يرى أن الزوجة ملك زوجها بموجب عقد النكاح في الفقه الإسلامي الذي يؤصل لفكرة " الملك بالحل " أو " الملك والحل " ، أي أن الرجل يستحل جسد المرأة ويمتلكها بموجب عقد زواجه منها ، ومن هذا المنظور يحق للزوج حبس زوجته في منزل الزوجية ( حق الاحتباس أو الحيازة ) 1 , 2 , 3 , 4 , 5 ، وفي حالة خروج الزوجة من منزل الزوجية تصبح ناشز , ويسقط حقها في النفقة أيضا بسبب خروجها من حيازة الرجل 1 ، 2 ، 3 .
هل تتذكر أغنية جاء فيها هذه العبارة :
ما معنى نحوزها ؟!!
هناك أيضا أغنية " حب امتلاك " للمطربة / جنات .
هل يؤدي الحب إلى امتلاك الشخص حقيقةً أم أن المعنى المقصود معنى مجازي ؟
البعض يرى أن
مهر الزوجة ثمن لشراء المرأة من منزل أبيها ، والواجب ألا يُدفع للمرأة أي نفقات أو أجور مالية عن زواجها أو الاستمتاع بها أو إرضاعها أو خدمتها لأطفالها...إلخ .
يعني ذلك أيضا - وفقا لهذا الاتجاه - أن الدوطة هي ثمن لشراء العريس قديما وفي بعض المجتمعات الغربية القديمة مثل دولة الهند ، و لعل هذا سبب قول أهل العروس للزوج في عصرنا الحالي : " إحنا بنشتري راجل ".
يلاحظ أن :
الدوطة قد تُمنح من الزوجة للزوج على سبيل التملك أو على سبيل الانتفاع بها طوال فترة الزوجية مع التزام الزوج بردها إلى زوجته عند انتهاء رابطة الزوجية بينهما كما هو الحال في القانون المدني اليوناني .
الحقيقة أن
عقد الزواج يختلف تماما عن عقد البيع ، فعقد الزواج هو اتفاق رضائي بين زوج وزوجة على الدخول في رابطة زوجية ، بينما عقد البيع هو اتفاق رضائي بين البائع والمشتري حيث يلتزم البائع بنقل ملكية الشيء المبيع للمشتري نظير مبلغ مالي سدده المشتري للبائع ، ومحل عقد الزواج هو الإنسان ( الزوجان ) بينما محل عقد البيع هو الشيء ( المبيع ) ، وعلاقة الزواج هي علاقة دائمة بين زوج وزوجة وليست علاقة مؤقتة بين بائع ومشتري ، فالأصل أن زوجتك إنسان يعاشر بإحسان وليست شيء يباع ويُشترى ( سورة النساء : الآية 19 ) ( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5 : 25 و 33 ) و ( رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7 : 11 ) ( وباقي آيات الكتاب المقدس التي تتحدث عن حسن معاشرة الزوج لزوجته ) ، وأن بيع وشراء المرأة يسمى استرقاق أو اتجار بالمرأة ( اتجار بالبشر ) وهذا محظور في العصر الحديث وفقا لنصوص اتفاقية إلغاء الرق التي صدرت في عام 1926 م .
قد يسأل سائل :
ولكن هناك من الأغاني من يستخدم ألفاظ " البيع " و " الشراء " في علاقات الحب والزواج ...ألم تسمع أغنية " يا اللي بايع " للمطرب / بهاء سلطان ؟ ، ألم تسمع عبارة " بايعني والا شاريني ؟ " في أغنية المطرب / عبد الغني السيد ؟! ، ألم تسمع أغنية " شاريني " للمطرب / محمد فؤاد ؟
الجواب :
هذا الأمر مجاز وليس حقيقة ، وتكمن المشكلة الكبرى في عدم التمييز بين ما هو مجازي معنوي محسوس وما هو حقيقي مادي ملموس ، حيث تعبر كلمة " بيع " في اللهجة العامية المصرية عن معاني الاستغناء وعدم الاهتمام والإهمال والتخلي والترك فيقال فلان " باع الليلة " أي أنه لم يعد يهتم بالأمر ، وفلان " باعك " أي تخلى عنك وتركك وأخل بثقتك فيه ، وفي ذلك يقول المطرب فضل شاكر في إحدى أغنياته عبارة " أنا بعت الليلة باللي فيها " ؟ ويقول أيضا المطرب عبد الحليم حافظ في إحدى أغنياته " تبيعوه وعمره ما باعكم ؟ ".
وتعبر كلمة " شراء " في اللهجة العامية المصرية عن معاني المحبة والإخلاص والوصال والاهتمام والتقدير و في ذلك تقول المطربة " وردة الجزائرية " : " اشتروني " فهي تقصد الشراء هنا بالمعنى المجازي كمحبوبة ولا تقصد الشراء بالمعنى الحقيقي لها كسلعة .
ملحوظة فنية :
ينسب للشاعر الغنائي الكبير حسين السيد العديد من الأغنيات التي تشتمل على معاني " البيع والشراء " ، و يقال أنه صاحب نصيب الأسد في كتابة أغنيات" البيع والشراء " بحكم عمله في التجارة ! ، اقرأ مثلا كلمات أغنياته : " بافكر في اللي ناسيني " و " بيع قلبك " و " عاشق الروح " و " على رمش الهوا " و " على مين " و " عطار " و " يا بتاع التفاح " ...إلخ .
وبالمناسبة :
استخدم القرآن الكريم كلمتي " بيع " و " شراء " بمعاني حقيقية ومجازية أيضا ، فنجد مثلا الشراء بالمعنى المجازي في سورة التوبة : الآية 111 ، والشراء بالمعنى الحقيقي في سورة يوسف : الآية 21 ، ونجد البيع بالمعنى المجازي في سورة البقرة : الآية 207 ، وهناك أيضا البيع بالمعنى الحقيقي في سورة الجمعة : الآية 9 و سورة البقرة : الآية 275 .
بناء على ما تقدم
زوجتك في العصر الحديث هي إنسان يمثل شريك حياتك الذي دخل إلى حياتك بموجب عقد الزواج المبرم بينكما ، وليست شيء اقتنيته بموجب عقد بيع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق