موطن الاتفاق
كان زواج الأخ من أخته أمرا حتميا في العائلة الملكية المقدسة الحاكمة للدولة المصرية القديمة خلال العصرين الفرعوني والبطلمي وذلك حفاظا على وحدة و قدسية العائلة الملكية الحاكمة ، و سد الأبواب أمام محاولات الانقسام والاضطرابات السياسية ، والحفاظ على نقاء الدم الملكي والسلاسة الملكية من أن تتلوث بدماء عامة الشعب بسبب النسب 1 .
موطن الاختلاف
هل كان زواج الأخ من أخته مسموحا به لعامة الشعب في ظل الحضارة المصرية القديمة ؟
( إشكالية
تاريخية )
الرأي الأول : القائلون بجواز زواج الأخ من أخته في ظل الحضارة المصرية القديمة
يجيب أنصار هذا الرأى على السؤال بـ : نعم .
كان زواج الأخ من أخته مسموحا به في ظل الحضارة المصرية القديمة حيث :
* أفادت النقوش التي دلت على حياة الأفراد العاديين ذلك ، حيث وردت عبارة ( الأخت المحبوبة ) في المكان الذي يجب أن تظهر فيه الزوجة ، وقد قيل عن الزوجة عدة عبارات منها : " أختك التي تحتل قلبك وتجلس على مقربة منك " ..." و " أختك الحبيبة ، وهي من تهوى أنت أن تتحدث إليها " 1 ، 2 ، 3 .
* أفادت الوثائق العديدة التي ترجع إلى العصرين البطلمي والروماني – إذا اعتبرنا هذين العصرين امتدادا للعصر الفرعوني – شيوع زواج الأخ من أخته 1 .
الرأي الثاني : القائلون بحظر زواج الأخ من أخته في ظل الحضارة المصرية القديمة
يجب أنصار هذا الرأى على السؤال بـ : لا .
كان زواج الأخ من أخته محظورا في ظل الحضارة المصرية القديمة حيث :
* وجد 350 زيجة يوجد
فيها مثال واحد مؤكد لزواج أخ وأخت من بعضهما البعض ، و كانا من أصل ليبي خلال الأسرة
الثانية والعشرين.
- * سأل الملك الفارسي قمبيز الثاني قضاة الدولة المصرية القديمة عما إذا كان القانون المصري القديم يسمح لمن يشاء بأن يتزوج من أخته أم لا ؟ فأجابوه بالنفي ، لذلك أرغم القضاة الفارسيين على إصدار فتوى له بمشروعية زواجه من أخته .
- * كان المصري القديم يقول عن المحبوب أخي أو أختي بدلا من حبيبي أو حبيبتي ، وهذا موجود الآن أيضا حيث يقول الرجل المصري الحديث عن محبوبته أنها أمه وأخته 1 ، يقول شاعر غنائي ( منصور الشادي ) عن محبوبته : " كنت باحس انها من دمي أختي حبيبتي " ، ويقول شاعر غنائي آخر ( بهاء جاهين ) عن محبوبته : " مش عارف ليه باتونس بيكي وكأنك من دمي على راحتي معاكي وكأنك أمي " ، ومن الممكن جدا أن يعبر الرجل المصري الحديث عن زوجته بمعاني مجازيه مثل : الجماعة أو العيال أو البيت أو الإدارة أو الحكومة ..إلخ .
استخدم القرآن الكريم كلمة " صاحبة " للتعبير عن الزوجة في الآيات القرآنية الآتية : سورة المعارج : الآية 12 ، سورة عبس : الآية 36 ، سورة الأنعام : الآية 101 .
