الأمن الفكري

 مفهوم الأمن الفكري 

مصطلحٌ حديثُ العهد تباينت الآراءُ حولَ مفهومه ومن أبرز تلك المصطلحات ما يلي :

- " عيشُ الناسِ في أوطانهم ومجتمعاتهم آمنين على مكوِّنات أصالتهم ومنظومتهم الفكرية وثقافتهم النوعية ".

- " سلامةُ فكرِ الإنسان وعقله وطريقة فهمه وحفظُها من الانحراف عن الوسطية والاعتدال فيما يخصُّ الجوانب الثقافية والاجتماعية والعقائدية والدينية، وحتى السياسية بحيث لا تقوده نظرتُهُ للأحداث وطريقةُ تفكيره إلى الغلوّ والتطرُّف وأن نطمئنَّ من ابتعاده عن الانحراف الذي يهدِّدُ الأمن القومي، أو مقوماته الفكرية أو العقائدية أو الثقافية أو الأخلاقية ".

مصدر التعريفات

وهو أيضا " الاجراءات والأساليب المعنوية والمادية التي يجدر بالمؤسسات الاجتماعية الرسمية لتامين البناء العقلي المعنوي للإنسان للحفاظ على المعتقدات الصحيحة وقيم المجتمع التي تقوم بتوجيه السلوك وفق ما يحقق أمن المجتمع في جميع الجوانب، كما أنه تحصين للعقل من خلال تفعيل مدركات الفرد لتمكينه من القدرة على التمييز بين مختلف ما يسمعه ويراه ويقرأه ثم قبوله ما توائم معتقداته ورفض ما يخالف قيمة الأصيلة."

تعريف دار الإفتاء المصرية لمصطلح الأمن الفكري 

طبيعة الأمن الفكري 

- حماية فكرية وتحصين فكري للفرد والمجتمع .

- السياج المعنوي أو الحدود الأيديولوجية التي تحيط بمجتمع معين خلال فترة زمنية معينة .

نسبية الأمن الفكري 

يختلف نظام الأمن الفكري من مجتمع لآخر ومن زمن لآخر فهو نظام نسبي متغير يتغير بتغير المجتمعات والأزمان ، فيتمحور الأمن الفكري في المجتمع الديني الثيوقراطي حول الحفاظ على الأساس الديني المذهبي داخل المجتمع ، في حين  يتمحور الأمن الفكري في  المجتمع المدني العلماني حول الحفاظ على الأسس السياسية والاقتصادية داخل المجتمع دون التدخل في مسائل الاعتقاد الديني للأشخاص . 

أهمية الأمن الفكري 

حماية الفرد و المجتمع من :

* كل فكر خاطيء منحرف متطرف يهدد كيان أو أمن أو سلامة مجتمع ما في زمان معين ، ويرى د.محمد عقيل أن الأمن الفكري هو البعد الاستراتيجي للأمن الوطني ، ويكفل الأمن الفكري حماية الضروريات الخمس وهي : النفس والمال والدين والنسل والعقل.

* محاولات وأساليب الغزو الفكري أو الغزو الأيديولوجي الذي يستهدف العقول .

* محاولات وأساليب شق الصفوف واشعال الفتن .

حماية الأمن الفكري 

للأمن الفكري عدة دعائم تعمل على حمايته وتأمينه ، ومن أهم أنواع حماية الأمن الفكري ما يلي  : 

* الحماية الاجتماعية للأمن الفكري  

وتعني تصدي الجهات المجتمعية الخاصة والعامة لكل من و ما يهدد الأمن الفكري داخل المجتمع ، مثل : الأسرة والبيئة المحيطة ودور العبادة ( المساجد والكنائس والمعابد ) ودور التعليم ( المدارس والمعاهد والجامعات على اختلاف تخصصاتها ودرجاتها وأماكنها ) ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ( كالصحف والبرامج التلفزيونية والإذاعية )  ، هذا كله بجانب دراسات ومقالات التحليل الاجتماعي للأمن الفكري .

* الحماية الأمنية للأمن الفكري  

وتعني تصدي الجهات الأمنية والمعلوماتية والمخابراتية لكل من و ما يهدد الأمن الفكري داخل المجتمع ، مثل الإدارة العامة للأمن الفكري التابعة لوزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية ، والدراسات الأمنية التي تعزز من قيمة نظام حماية الأمن الفكري و ربط مجالات الأمن الفكري بمجالات الأمن بوجه عام .

* الحماية العلمية للأمن الفكري  

وتعني تصدي الجهات التربوية والتعليمية والتثقيفية والتدريبية لكل من و ما يهدد الأمن الفكري داخل المجتمع مثل : الجمعية العلمية السعودية للأمن الفكري و منتدى الأمن الفكري في الإسلام و منظومة تعزيز الأمن الفكري لدى المراهقين و الحقيبة التدريبية للأمن الفكري و الملتقى الدولي العاشر حول ثقافة الأمن الفكري في المجتمعات : الواقع والتحديات .

* الحماية الدينية للأمن الفكري  

وتعني تصدي الجهات الدينية لكل من و ما يهدد الأمن الفكري داخل المجتمع مثل : الفتاوى الدينيةالتي تعزز مقومات ودعائم الأمن الفكري داخل المجتمع وهذا ما أشار إليه الدكتور أسامة الأزهري في ندوة " الفتوى والأمن الفكري " ، و مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، و مقالات تصدي الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية للأفكار الرديئة .

* الحماية القانونية للأمن الفكري  

وتعني تصدي الجهات التشريعية والقضائية لكل من و ما يهدد الأمن الفكري داخل المجتمع مثل التشريعات التي تكافح الإرهاب والشائعات والأفكار التي تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع مثل قانون مكافحة الشائعات في دولة الإمارات العربية المتحدة ، و القانون العربي الاسترشادي لمنع ازدراء الأديان ، و برنامج منظمة الأمم المتحدة العالمي لمنع ومكافحة الإرهاب و التطرف العنيف .