تعريف الصوت
تردد آلي أو موجة تتحرك في وسط مادي مثل الهواء والسوائل والغازات والأجسام الصلبة ولا تنتشر في الفراغ ، فإذا وضعنا جرس في غرفة ثم قمنا بتفريغ هذه الغرفة من الهواء وقمنا بدق الجرس لن نسمع صوت الجرس بسبب عدم انتقال موجات صوت الجرس في فراغ الغرفة .
طبيعة الصوت
* موجة أو تردد أو نغمة ناتجة عن اهتزاز ميكانيكي لوسط ما ، أو ارتطام أو احتكاك جسم بجسم آخر ، مثل اهتزاز أوتار الآلات الموسيقية بما يصدر نغمة معينة ، ومثل ارتطام يد بيد أخرى بما يصدر صوت صفيق ، ومثل احتكاك عجلات القطار بقضيب القطار بما يصدر صوت سير القطار .
* آداة للتواصل والتفاهم بين الكائنات الحية ، فعن طريق السمع يتم تحويل الصوت من موجة صوتية إلى إشارة كهربائية عن طريق الأذن والمخ ، ثم يتم تحويل الإشارة الكهربائية إلى معلومات يفهمها المخ ويحفظها لديه في ملفات الذاكرة العقلية مما يجعلك كإنسان تميز بين الأصوات ومصادرها ، فأنت تميز بين صوت والدك وصوت أختك ، كما أنك تستطيع أن تميز بين صوت المطرب فريد الأطرش وصوت المطربة شادية بكل سهولة بناء على خبراتك الصوتية السابقة ، كذلك يُلاحظ أن اللهجات واللغات تمثل ظواهر صوتية فلا توجد لغة أو لهجة بلا صوت وهذا ما يؤسس لعلوم النطق والصوتيات ( اللسانيات ) ومهارات التحدث والاستماع داخل اللغة الواحدة .
* طاقة صوتية يمكن تحويلها من صورة إلى أخرى ، مثل تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة كهربائية لزيادة انتاج الكهرباء ، و تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة حرارية لصناعة السخانات ومولدات الحرارة .
* آداة حياتية ، فالصوت هو الوجه الآخر للصورة إذ أن الحياة ببساطة صوت + صورة ، والصوت أيضا قاسم مشترك في الكثير من العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية مثل علوم اللغة والموسيقى والطب والفيزياء وعلوم التلاوة والإذاعة والهندسة الصوتية ..إلخ ، ويدخل الصوت أيضا في مجالات عديدة مثل مجالات العلاج بالصوت و تفتيت الدهون بالموجات الصوتية و تمارين تحسين وتدريب صوت الإنسان ( مثل تمارين تحسين النطق وعلاج عيوب الأصوات الإنسانية و تمارين الصولفيج بالنسبة للمطربين والممثلين ومقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية ) .
* خبرة يكتسبها الإنسان ، فالصوت اساس الكثير من الخبرات الإنسانية ، فلا يوجد محتوى فني أو أدبي أو علمي أو ترفيهي بدون صوت ، حتى المواد المقروءة تعبر عن صوت دار داخل المؤلف ثم انتقل ليدور بداخلك عن طريق القراءة ، بل حتى السينما الصامتة والاسكيتشات الصامتة كانت تعتمد على الإيماءات والإشارات الصوتية والموسيقى في طرق عرضها .
أيضا يدخل الصوت في مكونات ومكنونات وسائل ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي الالكتروني فهناك الرسائل الصوتية في تطبيقات ومواقع تليجرام وفيس بوك وواتساب وماسنجر مثلا ، وهناك المحتوى الصوتي المتمثل في أكثر من صورة الكترونية مثل :
* البث الصوتي أو التدوين الصوتي ، مثل البث الصوتي في تطبيقات ومواقع التيك التوك وكلوب هاوس .
* المحاضرات الصوتية مثل محاضرات موقع اسلام ويب .
* المقالات الصوتية .
* الكتب الصوتية .
* برامج ومنصات ومواقع البودكاست .
* المواد الصوتية المحفوظة في مواقع ساوند كلاود وسبوتي فاي.
* الأعمال الإذاعية مثل المسلسلات والسهرات و البرامج الاذاعية .
ولا شك في أن المحتوى الصوتي محتوى مناسب بالنسبة لمن يلتفتون عن المحتوى المرئي بسبب انشغالهم بأعمالهم اليدوية والمهنية مثل السائق والطباخ والإسكافي والخياط ، فلا يعقل أن يترك السائق الطريق ويتفرغ ليشاهد فيلم عبر شاشة تلفزيونية و لكن من الممكن أن يقود السائق سيارته وهو يسمع أصوات ذلك الفيلم بعد معالجته إذاعيا ، كما أن المحتوى الصوتي صديق حميم وأنيس حليم بالنسبة لمن لديهم إعاقة بصرية مثل المكفوفين الذين يعتمدون على المحتويات الصوتية في أغلب جوانب الحياة بشكل أساسي .
إدراك الصوت
يدرك الكائن الحي الصوت بأذنيه عن طريق حاسة السمع ، والسمع هو إدراك الصوت والإحساس به ، وللكائن الحي الواحد مدخل صوتي يتمثل في الأصوات الداخله إلى جسمه عن طريق أذنيه ، و مخرج صوتي يتمثل في الأصوات الصادرة منه عن طريق الجسم ككل مثل الأصوات التي يخرجها الإنسان من فمه كالغناء والصفير مثلا أو الأصوات التي تخرج من الإنسان نتيجة ارتطام حركات جسده كالتصفيق ولطم الخدين مثلا .
قياس الصوت
يقاس مستوى ضغط الصوت وشدته : بوحدة لوغاريتمية تسمى الديسيبل .
ويقاس تردد الصوت : بوحدة فيزيائية تسمى الهرتز .
وتتعلق سرعة الصوت ودرجات انتشاره بدرجة الحرارة وبصلابة وكثافة المادة التي يتحرك فيها ، فالصوت الذي ينتقل في غرفة فارغة ضيقة حارة ينتقل بشكل أسرع وأوضح من ذلك الصوت الذي ينتشر في ملعب واسع مزدحم وقت نزول الجليد ، وينتشر الصوت بشكل طولي في المواد السائلة والغازية في حين ينتشر بشكل عرضي عند مروره في المواد الصلبة .
استنساخ الصوت voice cloning
تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي تقوم بانتاج صوت مشابه لصوت شخص حقيقي من خلال عينة صوتية مسجلة للشخص الحقيقي ، وقد تكون هذه التقنية في صورة تطبيق أو موقع الكتروني أو منصة ..إلخ ، وهناك تقنيات صوتية حديثة تُميز بين الصوت الحقيقي والصوت المُستنسخ .
أنواع الصوت
هناك عدة تقسيمات للصوت ، فهناك الصوت القوي وهناك الصوت الضعيف ، وهناك الصوت السريع والصوت البطيء ، وهناك أقسام وأنواع للصوت في كل علم ، فالعلوم الموسيقية المتعلقة بالغناء والموسيقى مثلا تصنف أنواع أصوات المطربين إلى درجات مثل : الباص والسوبرانو والتينور والصادح ، وتقسم أنواع عزف الموسيقى إلى كريشندو ونهاوندو ..إلخ ، وما يعنينا في ذلك المقام هو تقسيم الصوت إلى طبيعي وصناعي ، و مسموع وغير مسموع ، وحقيقي ومجازي .
أولا : من حيث طبيعة الصوت
1- صوت حقيقي
وهو ذلك الصوت الذي يتكون من موجات صوتية تدركها الأذن .
2- صوت مجازي
وهو ذلك الباعث الديني أو الأخلاقي أو القانوني الذي يشار إليه بشكل رمزي أدبي مثل صوت الوطن أو صوت الضمير أو صوت الحقيقة أو صوت العدالة .
ثانيا : من حيث مصدر الصوت
1- الصوت الطبيعي
وهو صوت ناتج عن الطبيعة المادية أو الإنسانية كأصوت المطر والرعد والأشجار ، والجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأصوات الطبيعية لها مسميات لغوية فصوت القطط يسمى مواء ، وصوت الكلاب يسمى نباح ، وصوت الشجر يسمى حفيف ، وصوت الرياح يسمى صرصرة ..إلخ ، للمزيد هناك قائمة أصوات الحيوانات على موقع ويكيبيديا.
2- الصوت الصناعي
وهو صوت ناتج عن آلة أو آداة صنعها الإنسان مثل أصوات الآلات الموسيقية والأصوات الصادرة من الهاتف المحمول وأصوات آلات التنبيه داخل السيارات ..إلخ
ثالثا : من حيث سماع الصوت
1- الصوت المسموع
وهو الصوت الذي يمكن إدراكه بحاسه السمع بالنسبة للكائن الحي لأنه يوافق قدراته السمعية
2- الصوت غير المسموع
وهو الصوت الذي لا يمكن إدراكه بحاسه السمع بالنسبة للكائن الحي لأنه لا يوافق قدراته السمعية ، فمن العجيب أن لكل كائن حي قدرات سمعية معينة ، فهناك موجات صوتية تحت سمعية لا يسمعها الإنسان ، وهناك موجات صوتية فوق سمعية لا يسمعها الإنسان أيضا .
بجانب ما سبق هناك الصوت الداخلي الذي يدور داخل الإنسان ولا يسمعه من هم حوله ، مثل الصوت الذي يقرأ به الإنسان ، والصوت الذي يدور في رأس الإنسان حين يفكر في أمر ما .
الصوت والقانون
يلتقى القانون بالصوت في العديد من المحاور الحياتية والتي من أهمها ما يلي :
في مجال القانون الجنائي
هناك مثلا :
- إدراك التلبس بجريمة عن طريق السماع مثل سماع صوت رصاصة مسدس أو سماع صراخ المجني عليه أثناء اعتداء الجاني عليه وصياح الناس ضد الجاني كحالة من حالات التلبس بجريمة .
- جريمة التعذيب بالصوت .
- التسجيلات الصوتية كوسائل إثبات وأدلة جنائية على جرائم معينة مثل جرائم الرشوة والابتزاز .
- تجريم انتاج وتعاطي المخدرات الصوتية .
- حظر استخدام مكبرات الصوت في المدن مثل قانون تنظيم استعمال مكبرات الصوت رقم 45 لسنة 1949 في مصر .
- البصمة الصوتية بوصفها آداة للتحقق من هويات الأشخاص في المجالات الجنائية والمدنية والتجارية ، حيث أن لكل شخص بصمة صوتية تدل على شخصيته وتميزه تماما الآخرين ، ومن الكتب التي تحدثت عن ذلك الأمر باستضافة كتاب د.إيمان يسري المعنون بعنوان " بصمة الصوت ودورها في الكشف عن الجريمة " .
في مجال القانونين المدني والدولي
هناك حقوق الملكية الفكرية على المصنفات الصوتية ، مثل الحماية القانونية لاستخدام ونشر وبث المقاطع الموسيقية .
في مجال القانون الدستوري
هناك التصويت أو نظام الأصوات الانتخابية الذي يمثل جوهر الحقوق السياسية والدستورية بالنسبة لشعب الدولة الواحدة ، ويمثل أيضا الوقود بالنسبة لسير العمليات الانتخابية لاختيار شخص أو مجموعة أشخاص لتولي منصب إداري أو سياسي يتم توليه عن طريق الانتخاب مثل انتخاب أعضاء مجلسي الشعب والشورى وانتخاب رئيس الدولة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق