السؤال المقالي وكيفية الإجابة عليه

 

 مفهوم السؤال المقالي

السؤال المقالي هو سؤال امتحاني اختباري تتطلب الإجابة عليه شرح موضوع بشكل منظم مُكثف من الطالب أو الباحث بعيدا عن الإسهاب الممل والإيجاز المُخل ، و غالبا ما يبدأ أو ينتهي السؤال بعبارات مثل : " اكتب في " أو " ماذا تعرف عن ؟ " أو " ما المقصود بكذا مع بيان طبيعته وأهميته وخصائصه وآثاره "...إلخ  .

 طبيعة السؤال المقالي

هو سؤال اختباري امتحاني يكشف عن مدى قوة وتنظيم عقلية الشخص الممتحَن وطبيعة تفكيره ، ومدى إلمامه بالموضوع العلمي محل السؤال ، وهل طريقة تفكيره وعرضه للمعلومات والأفكار سليمة أم سقيمة ؟! .

وهو أيضا سؤال صحفي أو إعلامي يكشف عن ذهن وثقافة وحصافة الشخص الذي يُجرى معه اللقاء الإعلامي أو الصحفي ، و يُسمى في عوالم الإعلام والصحافة بالسؤال المفتوح .

أمثلة على السؤال المقالي 

 - اكتب في الموضوع الآتي : 

" شروط صحة عقد الزواج في الشريعة الإسلامية " 

- ماذا تعرف عن : 

" موانع الميراث في الشريعة الإسلامية " ؟ .

- ما المقصود بالآتي  :  

" مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات " 

 جدوى أو أهمية السؤال المقالي

يكشف السؤال التعليقي عن مدى إلمام الطالب أو الباحث بالموضوع محل السؤال ، ومدى تنظيمه لأفكاره وعباراته أثناء الإجابة ، فالسؤال المقالي يستلزم  قدر كبير جدا من كتابة وترتيب الكلمات والعبارات والفقرات والأفكار بشكل صحيح لغويا وعلميا . 

مثال على إجابة السؤال المقالي

السؤال : 

موانع الميراث في الشريعة الإسلامية

الإجـابـة :

- مقدمة 

الفصل الأول : المقصود بالميراث

الفصل الثاني : موانع الميراث 

المبحث الأول : اختلاف الدين.

المبحث الثاني : القتل .

المبحث الثالث : الرق .

- خاتمة 

وفيما يلي شرح لكل فكرة مما سبق 

مقدمة : 

يتوارث الناس وفقا لأسباب قانونية وشرعية وفي الوقت نفسه هناك موانع تمنع التوارث بين المورث ووراثه ، وفي تلك الإجابة سأتناول بإذن الله المقصود بالميراث ، ثم أتناول بعد ذلك موانع الميراث بشيء من التفصيل والتوضيح .

الفصل الأول : المقصود بالميراث

الإرث كمصطلح لغوي في اللّغة العربيّة 

الإرث اسم مشتق من الفعل ورث ، ويقصد به ما يتبقّى من الشّخص من مال بعد وفاته ، وينتقل لِمن كان باقياً في الحياة من بعده من ورثته ، وقد عبر القرآن الكريم عن كلمة الإرث بكلمة تراث في قوله تعالى : " ﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا ﴾ سورة الفجر : الآية 19 ، وفي تلك الآية القرآنية مذمة لمن يأكلون حقوق الآخرين في الميراث . 

الإرث كاصطلاح فقهي في الشريعة الإسلامية 

هو انتقال أموال المتوفّى التي تركها بعد وفاته لورثته الشّرعييّن وفق ما حدّدته الشّريعة الإسلاميّة ، ويُسمّى الإرث أيضاً تَرِكة ؛ والتركة هي كل ما يتركه المتوفّى من الأموال  سواءً كانت هذه الأموال :

- أموالاً منقولة مثل : النّقود العينيّة، والذّهب، والفضّة، والأثاث، والسّيارات .

- أموالاً ثابتة مثل : الأراضي، والمزارع، والبيوت، والعمارات.

وكلّ هذه الأموال تُوزّع على مستحقّيها من الورثة بعد وفاة صاحبها.

الفصل الثاني : موانع الميراث 

يقصد بموانع الميراث الأسباب التي تمنع الوارث من أن يرث مالا من تركة مورثه ، والموانع هذه هي :  اختلاف الدين و القتل والرق ، وفيما يلي شرح لكل مانع من تلك الموانع في صورة مبحث . 

 

المبحث الأول : اختلاف الدين : 

ويعني أن يكون المورِّث المتوفى على دين يختلف عن دين وارثه الحي ، كأن يكون المورث مسلما بينما يكون الوارث مسيحيا ، أو يكون المورث مسيحيا في حين كان وارثه مسلما ، واختلاف الدين أحد أهم موانع الميراث وفقا للحديث النبوي الشريف الصحيح الصريح القائل :

 " لا يرِثُ المُسلِمُ الكافرَ ولا الكافرُ المُسلِمَ ".

والحديث النبوي الشريف الصحيح الصريح القائل :

" لا يتوارثُ أهلُ مِلَّتَيْن "

المبحث الثاني : القتل :

والقتل هو فعل يسبب إزهاق روح إنسان حي ، ومعنى ذلك أن القاتل لا يرث المقتول ، فإذا قتل ولد أباه فإنه لا يرثه ، والقتل المانع للميراث وفقا لأرجح الآراء هو قتل الوارث لمورثه عمداً بغير وجه حق ، وذلك إعمالا للحديثين النبويين الشريفين :

" ليس للقاتِلِ مِنَ الميراثِ شيءٌ "

" القاتل لا يرث " 

المبحث الثالث : الرق :

الرق هو العبودية ، ويمثل حالة عجز حكمي يحدث للإنسان نتيجة وقوعه في الأسر وبيعه كعبد لأحد الأحرار قديما ، والأصل أن الأرقاء لا يرثون الأحرار ، وأن العبد ليس له مال لأن المال كله لسيده ، وفي ذلك يقول الله تعالى :

" ضَرَبَ االلَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ " ( سورة النحل : الآية 75 ) 

وللعبودية أنواع من أهمها ما يلي :

* العبودية الخالصة :- وتعني أن يكون العبد مملوكا بشكل كامل لسيد .

* العبودية الجزئية :- وتعني أن يكون العبد مملوكا بشكل جزئي لسيد .

وقد يكون العبد أيضا :

- مكاتباً ، وهو الموعود بالحرية مقابل مبلغ يدفعه .

- مدبراً ، وهو الموعود بالحرية عند موت سيده ، وقد تكون أمة أم ولد: وهي المملوكة التي وطئها سيّدها ، فحملت منه ، وأتت بولد ، فهذه لا تباع ولا توهب، وتُصبح حرة بمجرّد موت السيّد.

خاتمة :

مما سبق يتضح أن الشريعة الإسلامية نظمت موانع الميراث كما نظمت أسباب الميراث ، الأمر الذي يدل على ثراء أحكام ومباديء الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان لأن تكون مصدرا رئيسيا للتشريع والقضاء والإدارة . 

ملاحظات هامة حول إجابة السؤال المقالي

- اكتب بخط كبير واضح وراعي تباعد الأسطر بالشكل الذي يريح عين المصحح ولا يرهقها ، وتجنب بقدر الاستطاعة الكشط الكثير والتحشير المثير  ، وفي حالة الخطأ في كتابة كلمة اشطب عليها بين قوسين ثم اكتب الكلمة الصحيحة بعدها ، فإذا أخطأت في كتابة كلمة الاستثئار مثلا فكتبتها الاستئسار اشطب عليها هكذا ثم اكتبها بشكل صحيح بعد غلق القوسين : ( الاستئسار ) الاستثئار.

لاحظ أن كثرة الكشط فعل يشوّه ورقة إجابتك ويوحى للمصحح عدم ثقتك لا في نفسه ولا في إجابتك !.

- لابد وأن تتذكر وترتب وتنظم أفكار الموضوع محل السؤال في هامش في آخر ورقة الإجابة .

- صياغة الأفكار محل السؤال صياغة بحثية في صورة ( مقدمة + فصول + مباحث + خاتمة ) 

- الجملة الفعلية ( فعل وفاعل ومفعول ) خير وأدق من الجملة الإسمية ( مبتدأ وخبر ). 

- يفضل ألا تنسى تشكيل الآيات والنصوص القرآنية والكتابية ( آيات الكتاب المقدس ) ، والأحاديث النبوية الشريفة ، واكتب نصوص الآيات والأحاديث الشريفة بنصوصها الواضحة الصريحة وفي حالة نسيانك للنص لا تكتبه ، ولكن من الممكن أن تشير إلى النص بالمعنى كأن تشرح قصة الآية أو القرآن الكريم فتقول مثلا ألغى القرآن الكريم التبني حيث أمر االله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يدعو كل طفل لأبيه  فأمره - عز وجل جل - بأن  يعيد الصحابي الجليل زيد بن حارثه إلى أبيه ، الأهم حاول بقدر استطاعتك أن تفصل بين النصوص المختلفة ، و افصل بين النص البشري والنص الإلهي ، إفصل بين كلامك أنت وكلام غيرك من خلال تباعد السطور والكلمات واستخدام الأقواس وعلامات التنصيص التى تميز نص عن نص آخر .

- في حالة وجود اشكالية فقهية أو قانونية يجب أن تقول الرأي والرأي الآخر ، ملخص الرأي والأدلة التي يستند إليها كل رأي ، فتكتب مثلا يذهب جانب من الفقه إلى أن كذا ..........ويستدلون على رأيهم هذا بالأدلة الآتية :....، ولا تسخر من آراء وأفكار وأشخاص العلماء بل اعرض الرأي والرأي الراجح فحسب . 

مثال  :

ويرى الفقيه فلان  أن :

                     إطلاق اللحية واجب شرعي

ويحتج ذلك الفقيه بمجموعة أدلة على صحة رأيه الفقهي من أهمها ما يلي : 

في حين يرى الفقيه فلان أن :

                       إطلاق اللحية أمر مندوب

ويحتج ذلك الفقيه بمجموعة أدلة على صحة رأيه الفقهي من أهمها ما يلي : 

                                       وأتشرف أنا بتأييدي للرأي الثاني

 بإتباعك سياسة الفصل بين النصوص المختلفة ستتمكّن من ملأ كراسة إجابتك , وإيضاح إجابتك وتقسيمها بالشكل المريح لعين المصحح ، وبالشكل الذي يميز كلامك أنت عن كلام الآخرين . 

- لا تنسى أن تدرج في إجابتك مصادر ومراجع قانونية مثل مواد من الدستور والتشريع واللوائح والقضاء والفقه ...إلخ ، كأن تذكر أن الدستور المصري يؤكد على دعم البحث العلمي ، وقد ذهبت المحكمة الإدارية العليا إلى أن البحث العلمي أساس تطور المجتمعات . 

- قسم إجابتك إلى أفكار كثيرة و فقرات قصيرة بحيث تكون كل فقرة مثلا ثلاثة أسطر ونصف ، وما أجمل الكتابة حين تكون الفقرة أسفل الفكرة مباشرة مثل مقال اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة – نسخة الأطفال

* لا تنسى أن " العنصرة " تجمل شكل إجابتك وتوحي للمُصحح بأنك شخص مُنظم ومُلم بالموضوع محل السؤال بكافة جوانبه ، فالعنصرة هي الشكل الأقرب شبهاً إلى متن وفهرس الكتاب ، والأكثر قربا من عين وعقل المصحح ، وتعني العنصرة  :  تقسيم الموضوع الواحد إلى عناصر أساسية ثم إلى عناصر أخرى فرعية ؛ وعموما أي منهج في الدنيا يتكون من عناوين رئيسية وأفكار فرعية ... ولنوضح ذلك :

* العناوين الرئيسية :- وهذه هي رؤوس الموضوعات وعناوين الفصول والأبواب و المباحث الدراسية ، ويجب عليك التعرف عليها وحفظها جيدا ، لأنها في الغالب جسم السؤال الذي يواجهك في الامتحان .

* الأفكار الفرعية : - وهذه أهم ما يميز الطالب الذي ذاكر المنهج " بمفرده " أو " لوحده " عن الطالب الذي قرأ المنهج بشكل عابر وهو يقف مع " الصحبة " أو " الشِلّة " ، وتعتبر هي الجزء الخفي من السؤال ، وهي الشيء الذي يبحث عنه – غالباً- واضع الإمتحان.

* بَرْوِز أفكارك :

اكتب الفكرة فوقها سطر فارغ وتحتها سطر فارغ , بحيث تستطيع بروزة الفكرة .. أى وضع الفكرة الرئيسية أو الفرعية في مستطيل أو برواز واضح كما هو واضح في الشكل التالي :

هذا الشكل سيُبرز الأفكار أمام المصحح , وسيُلفت انتباهه إلى أنك ذاكرت الأفكار جيدا , فالمصحح قد يُطالع ولا يقرأ إجابتك كاملة , وقد لا يدقق في كل كلمة تكتبها , ربما لو فعل ذلك لاحتاج إلى سنتين تفرغ حتى يقوم بتصحيح كراسات إجابة امتحان مادة واحدة مقررة على الفرقة الأولى بالكلية ! ، والقاعدة هنا أن :

البراويز تُزين وتوضح الإجابات... كما تُزين المنازل والمحلات

نصيحة عابرة : لا تضع كل البراويز تحت بعضها البعض ،  بل ضع فكرة رئيسية على يمين الصفحة في برواز ، ثم ضع فكرة فرعية في منتصف الصفحة في برواز .

ولا مانع أبدا من تكبير الكلمات داخل البراويز وتثقيلها بالحبر وتخطيطها بالألوان الصناعية المصرح بها حتى تتضح الفكرة أكثر وأكثر لعين المصحح فتجذبها ، وذلك إذا كان مصرحا باستعمال الألوان في الامتحان ، فلا شك في أن استخدام " الألوان"يظهر الإجابة ويُبهر ويُبهج الأنظار أيضا , في المقابل تجنب الأقلام الجاف والفلومستر التى تسيح بشكل قبيح على ورقة الإجابة . 

* لا تنسى أن تصنع هوامشك ، اصنع في ورقة الإجابة هوامش لا تتخطاها ، فهذه الهوامش تُجمّل من شكل ورقة الإجابة ، وتملأ مساحة كبرى من الفراغ في ورقة الإجابة ، بحيث توحي هذه المساحة بأنك كتبت الموضوع كاملاً ،وهو طبعا ما لم يحدث أو قد يحدث في قليل من الأحيان !  .....حاول أن تقوم بالتسطير ما استطعت ؛ فالتسطير سيملأ الكثير من الفراغات في إجاباتك . 

* سلسل فقراتك بحيث تأتي إجابتك على هيئة فقرات متقطعة دون كشط أو تحشير أو تشطيب ،  واترك مساحة كلمتين في أول السطر.

فلا تبدأ مثلا هكذا....

يعد التحرش الجنسي شكل من أهم أشكال العنف ضد المرأة

بل إبدأ هكذا...

     يعد التحرش الجنسي شكل من أهم أشكال العنف ضد المرأة

هل لاحظت المسافة المتروكة في أول الفقرة ؟!!

المسافة المتروكة في أول الفقرة = كلمتان أو كلمة ونصف تقريباً

ثم استمر في كتابة الفقرة كاملة بحيث لا تتجاوز الفقرة أربعة أسطر، يكفى جدا أن تكون الفقرة مكونة من ثلاثة أسطر ونصف كما أوضحت لحضرتك من قبل .

 مثال :

    

يُعد التحرش الجنسي شكل من أهم اشكال العنف ضد المرأة , بل ومن أقسى أشكال الانحراف السلوكي في المجتمع , لذلك إذا وجدت إمرأة , إياك أن تتعنّت معها أو تتعنّف في معاملتها , بل يتوجّب عليك أن تترفق بالقوارير الاتي أوصانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عليهن .

لاحظ هنا : الفقرة ثلاثة أسطر ونصف توحي بأن الكاتب نقل إليك شيئاً هاماً في الإجابة , في حين أن العبد لله لم يقل في حقيقة الأمر سوى الحديث النبوي الشريف المكون من كلمتين فقط ..." رفقا ...بالقوارير" ! .

هذه هي سياسة الحشو التى سنتناولها معا بالتوضيح فيما بعد .

* لا تنسى أن تفرغ إجاباتك ، تكون إجابتك مغرية للقراءة عندما تفرّغها للمصحح , فالهوامش والمسافات المتروكة والفقرات المتقطعة وما إلى ذلك يُسهم بشكل كبير في تفريخ وتفريغ إجابتك في صورة مقبولة ومغرية لعين المصحح , وأرجو ألا يُساء فهمي في عبارة " صورة مقبولة ومغرية لعين المصحح " فأنا لا أتحدث عن صورة " هيفاء وهبي " ! , هل تسلّلت صورة " هيفاء وهبي " إلى ذهنك الآن ؟

إذن ما الفستان الذي ترتديه هذه المطربة الحسناء في ذهنك ؟

 الفستان ما لونه ؟ , ما شكله ؟ , هل هو ضيق أم واسع ؟ , هل هو عاري أم مُحتشم ؟ .

كيف تتخيل هذا الفستان الآن ؟!!

دعنا من الحديث عن صورة " هيفاء وهبي " التي قد تفقدنا أعصابنا , فهذه الصورة كفيلة بأن تفقد أغلب الذكور أعصابهم , أو تثير الغيرة في كل النساء .

هل لاحظت كيف فرّغت أنا الموضوع وشرحته لحضرتك بصورة مُقطّعة ؟

سؤال هنا

إجابة

                 سؤال هنا

إجابة

    فقرة

   عنوان فكرة

                           شرح تفصيلي بسيط

   أرجو ألا يقول لي أحدهم : لا لم ألاحظ بصراحة لأني ركزت أوي مع فستان هيفاء وهبي

تفريغ الإجابة يوحي بأن كلماتك تتحرك وتتراقص على الأسطر , وهو ما يغري عين القاريء لإجاباتك , وأرجو ألا يُساء بي الظن في كلمة " تتراقص " , فأنا لا أتحدث أيضاً عن الراقصة "صافيناز " ! .

* لا تنسى أن تكبّر خطك ، فالخط الكبير يأخذ مساحة كبرى من كراسة الإجابة ويجذب انتباه المصحح عن الخط الصغير الذي يرهق الأعين ويصيب الأنفس بالضيق الشديد , لذلك أنصحك بأن تُكبّر خطك قدر المستطاع ، وحاول أن تضع خطا تحت الكلام الهام في إجابتك ، هذا الخط الذي تضعه تحت مجوهرات الإجابة هو الذي سيسحب عين المصحح للإجابة ؛ فالكلمة التي تحتها خط تجب الكلمة الخاطئة وتجذب الإنتباه سريعاً .

* لا مانع في أن ترسم رسومات وتضع معادلات رياضية بسيطة تساعد في إفهام المصحح أنك متفهم للموضوع محل السؤال جيدا , هذه الرسومات والرموز والمعادلات أيضا تأخذ مساحة من ورقة الإجابة , بشرط أن تضيف هذه الرسومات والرموز شيئا للمحتوى الذي تطرحه وتشرحه .

مثال :

س : مم تتكون الدولة ؟ 

( الإجابة التفصيلة هنا طبعاً " من إقليم وشعب وسيادة ...." )

ثم بعد ذلك نشرح بالمعادلات والرسومات

المعادلة الرياضية :

- بالطريقة الأفقية : تكون المعادلة كالتالي :

إقليم + شعب + سيادة = دولة 

- بالطريقة الرأسية : تكون المعادلة كالآتي :

  إقـلـيـم

+  شعـب

+ سـيادة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  دولــة

أنا شخصيا أفضل الطريقة الرأسية لأنها تأخذ مساحة أكبر , وتظهر بشكل أوضح , فضلا عن أنها مألوفة تتشابه كثيرا مع النوتة التي تُدَوّن بها الحسابات التجارية مثل حسابات المقاهى والمطاعم وما إلى ذلك .

مثال على الرسم التوضيحي : 

 الرسم التوضيحي : 

بما أن السؤال السابق مكون من ثلاثة عناصر ؛ إذن يمكن رسمه على هيئة مثلث .

ويمكنك رسم إجابتك عن طريق المسطرة أو المنقلة ,...ولا مانع من إستخدام الصور التوضيحية والرسومات الرمزية والبيانية والإحصائيات , فكل هذه الوسائل تُبين مدى عمق استيعابك للموضوع محل السؤال المطلوب إجابته .

ولكن هل يعني ذلك أن تكون الإجابة كلها رسمة

دون شرح ما تحتويه الرسمة ؟!!

للإجابة على هذا السؤال أنظر إلى صورة من كراسة إجابة طالب في إمتحان ( القانون البحري ) بكلية الحقوق – جامعة الـ ..............

هنا الطالب ملأ فراغ إجابته وضيع وقت امتحانه بـ " سفينة " لا داعي لرسمها أصلا فهي لا تضيف للإجابة شيء , وهذا هو الخطأ بعينه , فقط إشرح ...وارسم رسمة بسيطة جدا توضّح ما شرحته أنت في ورقة الإجابة .

* من الأفضل أن تحافظ على التنسيقات ، وأن تحرص على أن تجعل النقطة تحت النقطة , والجملة تحت الجملة , والعبارة مثل العبارة إذا أتيحت لك الفرصة لعمل ذلك ، ذلك التنسيق البسيط سيجعل إجابتك أوضح وأجمل ، أيضا حاول أن تحافظ على ميزان الجمل , بحيث يساوي عدد كلمات الجملة الأولى ، عدد كلمات الجملة الثانية ...وهكذا

مثال :

جمهورية مصر العربية هي دولة الأمن والأمان , فهي الملاذ لكل خائف , وهي المسكن لكل لاجيء ، وهي القلب لكل عاشق , وهي الحضن لكل غريب .

لاحظ هنا أن :

" فهي الملاذ لكل خائف " = " وهي المسكن لكل لاجيء " .

جملة مكونة من 4 حروف = جملة أخرى مكونة من 4 حروف .

وهذا ما يسمى في البلاغة بـ " المقابلة "

" المقابلة " هي إيقاع واحد منتظم تسير عليه أغلب جمل الموضوع .

مثال آخر :

"مصر هي أمي , نيلها هو دمـي , شمـسـها في نهاري , شكـلـها فـي مـلامحي "

"جـمـلـة: 3 كـلمـات , جـمـلـة: 3 كلمات , جـمـلـة: 3 كلمات  , جـمـلـة: 3 كلمات "

هذا ميزان ثلاثي  ........ألم تلاحظ ذلك ؟

حنفي : لاحظت ذلك

" جرحتك حبيبي , جرحتك سامحني , بعادك حبيبي , فـ قلبي جارحني "

" جـمـلـة:  كلمتين , جـمـلـة : كلمتين , جـمـلـة : كلمتين ,  جـمـلـة : كلمتين "

هذا ميزان ثنائي  ......أكيد لاحظت ذلك ؟

 هل لاحظت أيضا التنسيق الذي أجريته أنا-  العبد لله - في الجملتين المتوافقتين

هذا ميزان ثلاثي  .........ألم تلاحظ ذلك ؟

هذا ميزان ثنائي  ......أكيد لاحظت ذلك ؟

لذلك حاول أن تصنع لنفسك إيقاع في الكتابة فهذا الإيقاع سيوضح ويُنسّق إجابتك , ويريح نفسيتك ونفسية وعين المصحح .

* الجمل البسيطة القصيرة السهلة أكثر صحةً وأسرع جرياً إلى القلوب والأعين من العبارات المعقدة طويلة المملة , فأكثر من الجمل البسيطة , وأكثر من الفواصل التي تجعل موضوعك يسير بشكل يسير في توافق وتناغم , ولا يوجد ما يمنع من أن تُكبر كلمة معينة هامة حتى تقع عين المصحح عليها.

* لا تنسى أن تبتسم وأنت تجيب ، وذلك لأن الامتحان غالبا ما سيصيبك بالتوتر الذي يجعلك تسهر طول الليل , وتدخل لجنة الامتحان وأنت تشعر بالنعاس مثل أخينا الموجود في الصورة ، وتذكر أن الامتحان فرصة لتحقيق أعلى الدرجات لذلك حاول أن تحافظ على هدوء ذهنك دون غيط أو تشنج أو انفعال حتى تغتنم هذه الفرصة وتستفيد منها بشكل كامل .

* رتب المعلومات بشكل دقيق ، ففي أغلب جامعاتنا العربية يكون الامتحان عبارة عن مجرد اختبار للذاكرة ، فقد يتفوّق شخص قرأ الملزمة قبل الامتحان بنصف ساعة , بينما يرسب شخص ذاكر الملازم والكتب والمحاضرات والملخصات منذ أول العام .

لماذا ؟!!!

إنها الذاكرة

والتى تحتاج الى تغذية وتدريب ووعي في التعامل معها فحسب.

وعموما :                          

" الذاكرة تتحسن بالمذاكرة "

وليس الإمتحان إلا فرصة نجاح أو كبوة رسوب , وفي أسوء الظروف – إذا رسبت لا قدر الله - سيكون أمامك فرص أخرى لاجتياز الامتحان ، لأن الامتحانات مثل الفرص التي تتكرر مع الأيام ، إختبارات متكررة تقليدية عادية لذاكرتك , وهذا هو التعريف البسيط للامتحانات دون تهوين منها أو تهويل لها . 

* لا تخشى من السؤال المقالي السمين ، السؤال المقالي السمين هو ذلك السؤال الذي يحتوى على نص معين او بارجراف محدد أو قطعة إنشائية محددة , وهذا السؤال معظم إجابته فيه , فقد تستخلص من القطعة هذه عناصر الإجابة فتصيغ من هذه القطعة أفكار الإجابة .

ماذا إذا وجدت أسئلة على القطعة ؟!

لا تقلق فمعظم الإجابات موجودة أمامك في القطعة ...ركز وابحث فيها ستظهر لك بعض الإجابات أو مفاتيح  لبعض الإجابات ! ، ....مفاتيح بعض الإجابات قد توجد في القطع الإنشائية , اللهم إلا إذا جاءت لك القطعة بأسئلة ملتوية مثل سؤال :

" من قائل هذه العبارة ؟ وفي أى مناسبة قالها ؟ وماذا قال بعد أن قالها ؟ " !

* لا تستصغر السؤال النحيف ، والسؤال النحيف هو ذلك السؤال السهل الممتنع الذي يبدو في مظهره سهل وفي جوهره صعب ، فهذا السؤال من أرخم أنواع الأسئلة ، حيث تتطلب الإجابة عليه مذاكرة كلمات معينة من بين السطور ، مثل أسئلة " إختر الإجابة الصحيحة " و" ضع علامة صح او خطأ أمام العبارات الآتية مع التعليل " ، ولكن الميزة في هذا السؤال أن درجته ليست كبيرة ، وبالتالي العك في أكثر من نقطة لا يجعل الطالب أكثر عرضي للرسوب ، ليس معنى هذا ألا تهتم بالتركيز في ذلك السؤال بل ركز جيدا حتى تجمع أكبر قدر ممكن من الدرجات .

* ليس عيبا أن تروي واقعة مادية حدثت أو قصة لها علاقة بإجابتك ، فهذا الأمر سينبه المصحح إلى أنك مُطالع لما هو جديد ، إذا أن الواقعة المادية تعتبر دليل واقعي على المبدأ القانوني الذي تشرحه ، فقد تحكي تفاصيل قضية أنت شاهدتها في التلفاز، أو شهدتها في الواقع ، هذه القصة ستملأ إجابتك ، وقد تجبر المصحح على قرائتها لأننا كشعوب عربية نعشق فن القصص والروايات بطبيعتنا وهويتنا ، ومن الممكن جدا أن تبدأ قصتك بإحدى العبارات الآتية :

" يحكى أن ...يروى أن ....ذكر في الأثر أن ...ولقد علمت أو شاهدت الواقعة التي حدث فيها كذا كذا ....والإجابة تأخذني إلى سرد قصة شاهدتها وشهدتها في الواقع ...حيث بدأت الواقعة بـ .....وقد حدث في مثل هذا اليوم أن ...."

من الممكن أن تبدأ قصتك بذكر أي عبارة تختارها من العبارات السابقة

بشرط أن تتعلق القصة بموضوع إجابتك

* ليس عيبا أن تطرح مجموعة أسئلة في إجابتك ، فقد تجيب على السؤال الواحد بعدة أسئلة متفرقة ومترابطة ، هل لاحظت كمية الأسئلة التي سردتها أنا – الفقير الى الله –في مقالي المتواضع هذا ؟ ، على سبيل المثال قد تكتب في إجابتك :

" ومن العلوم أن " الأمة هي مصدر السلطات " ، ولكن ما المقصود بالأمة ؟ ، ومن هي تلك السلطة التي جعلت من الأمة مصدرا للسلطات ؟ ، وأي سلطات تتحدث عنها تلك العبارة ؟ ، هذا ما سوف أجيب عنه لاحقا . "

لاحظ أن : 

السؤال يمنح المقال مساحة من الفراغ المريح للعين والذهن ، ويجعل القاريء يتفاعل مع النص المكتوب ، فضلاً عن أنه يملأ مساحة من الإجابة ! ،...نعم... السؤال البحثي يثير العين والقلب والذهن ويفتح الشهية للبحث والقراءة والكتابة .

السؤال هو محرك البحث

ولا يوجد ما يمنع أبدا من تلخيص الإشكالية الفقهية في سؤال تجيب عليه كافة المذاهب المختلفة

مثال :

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ....

هل حلق اللحية حرام ؟

يرى الحـنفـية أن :    

                      حلق اللحية حرام .

 ويرى الشافعية أن :

                      حلق اللحية حلال .

هل لاحظت تناسق ووضوح الإجابة التي تضمنت إجابة على سؤال داخل كراسة الإجابة ؟! .

كم مرة ذكرت كلمة " إجابة " في السؤال السابق ؟

السؤال قد يأخذك إلى سؤال ثاني ثم إلى سؤال ثالث , فتأتي الإجابة على هيئة مدرج هرمي يجيب على كل تلك الأسئلة شيئاً فشيئاً.

* لا تعطي أذنيك لأحد قبل الإمتحانات ، فقد تعطي عقلك وأذنيك للطلبة فيلقون في قلبك الرعب من الأستاذ فلان أو الدكتور فلان ، إذا صدقت هذه الكلمات ، ستتوتّر كثيرا وتقلق وتخاف ،  فأغلب كلام الطلبة أوهام وشائعات وكلمات سلبية تقلل من طاقتك الإيجابية نحو اجتياز الإمتحان ، وقد تؤثر في ذاكرتك وثقتك في نفسك وإجابتك أيضا ، فتصدّق كلامهم وتكذب قدراتك ، ومن هنا تأتي الكارثة ، فسيبدو لك الإمتحان وكأنه وحش ضخم جداً في حين أن الإمتحان عبارة عن فأر صغير جداً لذلك تذكر أن :

   القلق يهوّل من حجم المشكلة

ما أسوأ الإحتمالات التي قد تواجهك ؟

أسوأ الإحتمالات أن ترسب في المادة ، فتعيد السنة على تلك المادة ، إذا حدث ذلك لك فثق في أن في هذا الأمر خير لك ، فربما تحصد في السنة الثانية ما لم تحصده في السنة الأولى ،...الحصاد قد يكون معرفة صديق مُخّلِصْ ...تحصيل درجة أعلى ...تعطل عن شر ينتظرك بعد تخرجك ... الإمتحان - كما قلنا من قبل - ما هو إلا فرصة يستحب أن تغتنمها ، وإذا فاتتك هذه الفرصة فلا بأس , فالحياة مليئة بالفرص ، والامتحان يتكرر كل نصف عام أو كل عام تقريباً.

لذلك عليك أن تظهر إبتسامتك وسكونك لكي تقهر قلقك وتوتّرك

* حاول ألا تغش الإجابات في الإمتحانات ، لماذا تسلم بصحة الإجابة التي التقطتها أذنك المفتوحة من فم طالب مرتعش في لجنة الإمتحان ؟ ، أليس من الممكن أن تغش إجابة خطأ ؟ ، 85 % من المعلومات التي يتلقونها الطلبة حال الغش معلومات خاطئة وذلك بسبب

1- إختلاس المعلومة بسرعة .

2- ضعف مستوى الطالب الملقن للمعلومة ...قد يكون الطالب الذي تنتوى الغش منه فاشل ويتظاهر بالنجاح تعويضاً لعقدة نقص عنده .

3- قد تسمع أنت الإجابة بشكل خاطيء في اللجنة ، فتجيب إجابة خاطئة بسبب سماعك الخاطيء لـ الإجابة , وهذه ما أوضحته الإحصائات الأدبية التى أجريت حديثا .

 مثال : 

( محمد يغش من أحمد )

محمد ( يهمس ) : أحمد ...أحمد ...إجابة السؤال الأول أيه ؟

أحمد ( يهمس ) : إمممم

محمد ( يهمس ) : إنجز ياعم المراقب مش واخد باله

أحمد ( يهمس ) : إمممم

محمد ( يهمس ) : هتفضل تستطعم ورقة الأسئلة كدة كتير ؟!!

أحمد ( يهمس ) : إجابة السؤال الأول ...

محمد ( يهمس ) : هه ؟!!

أحمد ( يهمس ) :  هذا على الأخص

محمد ( يهمس بغضب ) : خَص ؟!!...خص أيه ياعم الحج إحنا بنمتحن في مادة سوق العبور؟!!

لاحظ هنا أن :

محمد سمع الإجابة ( خَسّ ) ولم يسمع " على الأخص " وبالتالي لو كتب كلمة ( خَسّ ) في الإمتحان ستكون الإجابة خاطئة بسبب سماعه الخاطيء !.

* لا تستعطف المصحح ، وتذكر جيدا أن " الاستعفاف خير من الاستعطاف " ، بدلا من استعطاف المصحح إمدح الدكتور مدرس المادة بعبارات إطراء محمودة مثل

" كما أود أن اشكر أستاذي الدكتور/ ................... – حفظه الله - واضع هذه المادة العلمية الثمينة على جهوده نحو الارتقاء بالبحث العلمي ، وأرجو من الله أن يبارك لنا في شخصه وعلمه ، وأن يوفقه لما فيه الخير له ولنا وللأمة العربية ، وأن يجازيه خيرا عن تكبده عناء الشرح لنا في محاضراته العلمية القيمة " .

لماذا لا تكتب مثل هذه العبارات ؟!!

* لا تكتب الشعر على أنه نثر ، فالكثير من الطلبة يكتب الأبيات الشعرية دون تنسيق شعري ، ودون مراعاة المسافات بين شطرات أبيات الشعر ، فيتشابه الشعر مع النثر ، فالواجب أن يكتب الشعر هكذا 

يقول الشاعر : 

جس نبض القانون إذا كان ميتا ........قُلت : رُدت له الحياة بظني 

فإذا بالقانون قد صار حياً ...................فرحا بالحياة قام يغني 

وليس هكذا : 

جس نبض القانون إذا كان ميتا قُلت : رُدت له الحياة بظني فإذا بالقانون قد صار حياً فرحا بالحياة قام يغني .

وفي نهاية المقال:

 أتمنى لكم الخير ، نفع الله بكم ، ورضي عنكم ، وغفر لكم ، وبارك فيكم ، تحية إجلال وإعزاز وتقدير للسادة العلماء .