ما مفهوم الألوهية ؟
تعني الألوهية كل ما يتعلق بالإله ، ويقال أيضا : فلان ادعى الألوهية أي إدعى أنه إله ، و في الفقه الإسلامي يعني توحيد الألوهية استحقاق االله وإفراده للعبادة والإجلال والتقدير ، وهي أيضا الاعتقاد بوجود إله وهذا هو المقصود .
ما طبيعة الألوهية ؟
اعتقاد أو فكرة أو فرضية .
ما أهم صفات أو خصائص الألوهية ؟
* الوجود الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله موجود وله عرش ( كرسي ) في السماء ، وله وجود في كل مكان ، في حين يرى الملحد أن الله غير موجود .
* القدرة أو القوة الإلهية أو السلطة الإلهية
يؤمن المؤمن بأن الله كلي القدرة ، و له قوة وقدرة ، وأنه قدير على كل شيء ، وكل شخص في كل مكان وفي كل زمان .
* الإرادة الإلهية أو المشيئة الإلهية
يؤمن المؤمن بأن لله مشيئة على الأرض ، وأنه ضابط الكل وفقا لقانون الإيمان المسيحي ، على سبيل المثال يقول المؤمن المسلم عبارة " قدر الله وما شاء فعل " في حين يقول المؤمن المسيحي عبارة " لتكن مشيئتك " ، وكلا العبارتين تفيدان خضوع المؤمن لمشيئة الله وإرادته وإدارته لشئون الكون .
* الرحمة الإلهية
يؤمن المؤمن بأن الله رحيم على عباده ، ورؤوف بالناس .
* الحساب الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله سيحاسب ويدين الناس بعد بعثهم من الموت في يوم القيامة أو اليوم الأخير .
* العقاب الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله يعاقب المعاند والعاصي له في الدنيا ، ويعاقبه كذلك في الآخرة بأن يُدخله ويعذبه في نار جهنم .
* العلم الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله عليم بكل شيء ، ومحيط بكل أمر .
* العدل الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله عادل في كل أحكامه ، وأنه لا ولن يظلم أحد ، وأنه قسم الأرزاق بين الناس بالعدل فكل الناس يتساوون في أرزاقهم ولكن على اختلاف الرزق نفسه
* التصميم الإلهي
يؤمن المؤمن بأن االله خلق الكون من عدم ، وأحكم خلقه وصنعه في أحسن وأبهى صورة ، وهذه هي خلاصة نظرية " مهندس الكون الأعظم " أو " التصميم الذكي " ، وأنه لا يوجد عيب في خلق الله ، وأن العيوب الخلقية التي تحدث للبشر تحدث كابتلاء إلهي من االله لهم ، و تحدث أيضا لحكمة إلهية لا يعلمها إلا االله .
* التعددية الإلهية ووحدة الإله
يؤمن المؤمن بأن الله واحد ، وهذا هو الاعتقاد الإبراهيمي عن الإله ، في حين يرى المؤمنون القدامى بتعدد الآلهة حيث كان لكل إله وظيفة معينة أو مجموعة مهام يقوم بها بالنسبة للكون والبشر مثل : آلهة الحضارة المصرية القديمة أو الآلهة الإغريقية القديمة .
ما أهم نظريات الطبيعة الإلهية ؟
نظريات الحلول الإلهي
وهي تلك النظرية التي ترى أن االله حل في إنسان أو حيوان أو جماد وبيان هذه النظريات على النحو الآتي :
1- نظرية أنسنة الإله
وتعني حلول االله في إنسان ، أو أخذ الإله صورة إنسان .
أمثلة :
* حلول االله في جسد يسوع المسيح ( حلول اللاهوت في الناسوت وفقا للعقيدة المسيحية ) كما جاء في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16 .
* حلول االله في الحسين بن منصور الحلاج .
* حلول االله في الحاكم بأمر االله الفاطمي .
* القول بأن النبي آدم - أبو البشر بحسب الأديان الإبراهيمية - مخلوق على صورة الله وهيئته ( سفر التكوين 1 : 27 ) ( حديث إسلامي نبوي ) .
* قول المجسمة ( فرقة إسلامية ) بأن لله جسم يشبه جسم الإنسان ، فله أعضاء جسد كاملة أي أن له يدان وقدمان وعينان ووجه .
2- نظرية حيونة الإله
حلول الله في حيوان ، ومن ثم يصبح الحيوان طوطم ( رمز مادي أو معنوي ديني مقدس لدى الجماعة ) أو معبود مقدس لارتباطه بالإله أو بسبب حلول الإله فيه .
أمثلة :
* حلول إلهة القوة والنصر الهندوسية " كارني ماتا " في جسد الفأر مما جعل بعض الهنود يقدسون الفئران ويبنون لهم المعابد ( معبد كارني ماتا ) ويتقربون لهم بالأطعمة والأشربة والصلوات والتضرعات .
3- نظرية تشييء الإله
حلول الله في الجماد
أمثلة :
* حلول االله في النار والسحاب أثناء إشرافه على عسكر المصريين ( سفر الخروج 14 : 24 ) .
* حلول ملاك االله في عليقة ( شجرة شوكية ) وكأنها كانت تتقد نارا كما جاء في سفر الخروج 3 : 2 .
* مجيء االله على السحاب في الإنجيل ( سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1 : 7 ) حيث يعتقد المسيحيون أن السيد المسيح سيأتي فوق السحاب ليدين البشر في يوم الدينونة
و قد ورد المعنى القرآني القريب للمعنى الإنجيلي في سورة البقرة : الآية رقم 210.
ما أهم آثار الألوهية ؟
للألوهية آثار فردية شخصية ، وآثار جماعية اجتماعية
سؤال فرعي : ما أهم الآثار الشخصية للألوهية ؟
1- الأثار الشخصية للألوهية
ويقصد بذلك المعنى أيضا نتائج الإيمان بالله بالنسبة للفرد ، حيث يلعب الإيمان بالله دورا بارزا في تطمين الإنسان وتعزيته وبخاصة في أوقات الضيق والحزن ، حيث يشعر الإنسان أن هناك إله يستره ويرعاه ويطعمه ويسقيه ويشفيه ويحميه ويجنيه من المصائب ويدافع عنه بل وسيرد له حقوقه التي سُلبت منه ( سفر المزامير : مزمور 23 ) ( سورة الشعراء : الآيات من 78 حتى 81 ) ( سورة الحج : الآية رقم 38 ) ، في حين لا يشعر الملحد بالشعور ذاته لأنه يرى أن الحياة عبثية وعدمية وتصارعية ، وأن الموت هو فناء ونهاية كل حي دون وجود لا قيامة ولا حساب ( دينونة بالمفهوم المسيحي ) .
سؤال فرعي : ما أهم الآثار الاجتماعية للألوهية ؟
2- الأثار الاجتماعية للألوهية
ويقصد بذلك المعنى أيضا نتائج الإيمان بالله بالنسبة للمجتمع ، وهنا يجدر التمييز بين نوعين من أنواع المجتمعات البشرية ، ففي المجتمع الثيوقراطي الديني يعد الإله محور وأساس لقيام المجتمع ، وقد يأخذ شكل الطوطم في المجتمعات البدائية الدينية لربط أفراد المجتمع برابط معنوي ديني واحد مما يساهم في تقوية تماسك ووحدة الجماعة ، لذلك يشرع المجتمع الديني عقوبات قاسية لجرائم ذات طبائع دينية مثل جرائم ازدراء الدين والتشكيك في ثوابت الدين وسب الذات الإلهية ..إلخ ، وذلك لأن الجرائم الدينية تهدد وحدة وأمن وسلامة المجتمع الديني وتعمل على تفكيك روابطه الاجتماعية وإثارة النزاعات والصراعات الدينية و الطائفية ، ومن ثم يجب معاقبة الشخص الذي يهدد وحدة وسلامة ذلك المجتمع بل وإبعاده عن ذلك المجتمع المستقر بعقائده الدينية التي تجعله يعيش بل وينفق جُل أمواله وأوقاته وجهوده من أجل الحفاظ على عمليات تكرار لمجموعة من الطقوس والأقوال بشكل مستمر وبناء دور ومؤسسات العبادة التي تتم فيها تلك العمليات ، بينما في المجتمع المدني العلماني لا يهتم أفراد المجتمع بمباحث الألوهية ، تاركين لكل شخص عباده إلهه في منزله أو في معبده الديني الخاص بمعتقده الديني .
