مفهوم أو تعريف الأسطورة
تمييز الأسطورة عن الخرافة
أنواع أو أقسام الأسطورة
تدور الأسطورة غالبا حول السيرة البطولية لشخص معين ، و قد تكون الأسطورة :
- قصة غير حقيقية ( خيالية / غير واقعية / وهمية ) بطل وهمي ( غير حقيقي ) .
- قصة حقيقية ( فيها مزيج بين الواقع والخيال ) لبطل حقيقي ولكن تم أسطرته ( الحاق الأساطير به ) .
مثال : شخص عادي جدا عاش ومات في حقبة زمنية معينة ، وفي مكان معين أو أماكن متعددة ، وفجأة أصبح له كرامات / معجزات فوق قدرات البشر كالمشي على الماء والتحليق في الهواء وإحياء الموتى وشفاء المرضى ..... إلخ .
- شخص عادي يصارع كائنات خرافية كمصارعة تنين ضخم أو وحش أسطوري ضخم .
- شخص عادي يستعمل أشياء خرافية مثل : بساط الريح ، وحصان بيجاسوس المجنح ...إلخ .
- شخص عادي يقوم بأعمال خرافية كالزواج من 1000 إمرأة مثلا والطواف بهن .
دراسة الأسطورة
الأسطورة محل دراسة علم دراسة الأساطير أو علم الأساطير أو علم الميثولوجيا / Mythology المصطلح المشتق من : μυθολογία
خصائص أو سمات الأسطورة
تتسم الأسطورة بعدة سمات من أهمها ما يلي :
* ظاهرة أدبية :- قصة / رواية أدبية ( قصيرة أو طويلة ) تنتمي إلى فروع الأدب ، أو مقال أو شعر أو نثر ...إلخ .
* ظاهرة إنسانية :- تعبر عن أفكار ورغبات وأحلام الإنسان في مكان معين خلال زمان معين ، وقد يكون للأسطورة أبعاد فلسفية تقود الإنسان إلى التفكير والبحث في ماهيات ومكنونات الوجود - الحياة - الموت - العدم - البعث .
* ظاهرة تاريخية :- تعبر عن تراث تاريخي لمجتمع بعينه ، وأحلام الإنسان في المجتمعات البدائية والقبلية القديمة ، لذلك يسمى تاريخها بالتاريخ المقدس عند البعض ، أيضا استعمل الانسان البدائي الأسطورة لتفسير كيفية وأسباب حدوث الظواهر الكونية والطبيعية التي كانت تحدث قديماً كالبرق والرعد والمطر والسحاب والرياح ، وربط ذلك كله بقوى غيبية وآلهة مثل : إله المطر تلالوك عند شعب المكسيك القديم ، وإله الرعد ثور عند الشعوب الجرمانية القديمة ، و إله البحر بوسيدون عند اليونانيين القدماء ، وإله الشمس شمش عند البابليين والآشوريين القدماء ، وإله خصوبة الأرض آبيس عند القدماء المصريين .
* ظاهرة اجتماعية :- وذلك لأنها حكاية فولكورية جماعية تواترت - بشكل شفهي أو كتابي- في المجتمع الإنساني جيلاً عن جيل ، فضلا عن أنها تعبر عن : أفكار وعادات وتقاليد شعب معين في زمان معين داخل مكان معين ، فلكل مجتمع أساطيره التي تميزه عن المجتمع الآخر وإن تشابهت معظم أفكار الأساطير حول ( الآلهة - الميلاد - البعث - حياة مابعد الموت - الجن والعفاريت - الشياطين ) ، فضلا عن أن مؤلف القصة الشعبية الأسطورية مجهول فهي أشبه بالمؤلَف الجماعي ، وقد يكتب كاتب معروف قصة من تأليفه مستغلا :
* اسم شخصية أسطورية مثل شخصية جحا أو شخصية سندباد .
* اسم آداة أسطورية مثل مصباح علاء الدين الذي تم توظيفه أدبيا ودراميا في فيلم " الفانوس السحري " ، وآداة أو آلة الزمن التي تم توظيفها أدبيا ودراميا في الكثير من الأفلام من بينها فيلم " سمير وبهير وشهير " ، والعصا السحرية التي تم توظيفها أدبيا ودراميا في سلسلة أفلام هاري بوتر .
وهذا هو منهج " توظيف الأسطورة في النصوص الأدبية " مما يجعل القصة الأدبية أكثر تشويقا وإثارة ، على سبيل المثال أذكر : سلسلة ما وراء الطبيعة لدكتور أحمد خالد توفيق ، وقصص الأطفال مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري ، وحكايات جحا و سندباد .
* ظاهرة نفسية :- تعتبر متنفس عن طاقات ورغبات وأحلام بشرية مكبوتة .
* ظاهرة نسبية متغيرة :- تختلف من زمان لآخر ، ومن مكان لآخر ، ومن شخص لآخر
فقد يؤمن مجتمع معين في زمان معين بأسطورة معينة ثم يتخلى عنها بعد ذلك .
- وقد يؤمن مجتمع معين بأسطورة في حين لا يؤمن مجتمع آخر بها .
- وقد يؤمن إنسان معين بأسطورة في زمن معين ثم يتخلى عنها بعد ذلك .
الأسطورة والدين
قد ترتبط الأسطورة بدين معين فتغلف بغلاف القداسة من خلال :
* اتصالها بالآلهة والشياطين والجن والملائكة ، وقصص القدامى ( الأنبياء - الأولياء - القديسون ) محل التقدير والاحترام في دين معين .
* سرد الكهنة المتكرر لها .
ومن ثم تأخذ شكل الطوطم أو التوتم في صورته المعنوية ، فيصدر قانون لحماية الأساطير المتعلقة بديانة معينة ، ويعتبر ذلك القانون أن كل من ينتقد أو يسخر من هذه الأساطير مجرم يزدري الدين الرسمي داخل المجتمع ، والسبب هو أن أفراد المجتمع تربط بينهم رابطة روحانية مشتركة ( الرابطة الطوطمية أو الاعتقاد الطوطمي المشترك ) وأي استهزاء بالطوطم يُضعف من قوة هذه الرابطة ، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانقسامه ، لذلك يحمي المجتمع وحدته من خلال رفض أي قول أو سلوك يُضعف من رمز أو قيمة الطوطم لديه حفاظا على وحدته وقوته ، وهذا ما يُعرف في علم " فلسفة القانون وتاريخه " وباقي العلوم الإنسانية والاجتماعية بمصطلح العشيرة التوتمية .
الأسطورة والعلم
العلم الطبيعي يبدد الأساطير ، ولا يقبل بها ، ولا يعتمد عليها ، ويعتبرها خرافات ، في حين تدرس العلوم الإنسانية والإجتماعية الأسطورة بوصفها تراث إنساني واجتماعي وتاريخي .
لماذا يحب الناس الأساطير ؟
لعدة أسباب من أهمها ما يلي :
- نظام اجتماعي وإنساني كان موجودا عند الإنسان البدائي القديم مرحلة ما قبل اكتشاف العلوم والحقائق ، حيث مال الانسان القديم إلى تفسير كل شيء على أساس الخرافة كأن يظن أن هناك وحوش يتصارعون في السماء ، فيهطل المطر أو كأن يظن أن هناك كائن غيبي يضرب السحاب بالعصا فيُسقط المطر على رؤوس البشر .
- تصوير لأمنيات إنسانية مكبوتة ، فالإنسان يتمنى أن يصل إلى ما عجز عنه تماما مثل الطيران في الهواء والتنفس تحت الماء ..إلخ ، أو ما عجز عنه جزئيا كأن يتخيل شخص فقير أن لديه الفانوس السحري الذي يجلب له كل شيء وأن أعدائه الأثرياء قد انهزموا أمامه ! .
- سهولة التناول والتداول ، فالأساطير لا تحتاج إلى منهج علمي لا في النقد ولا في التفكير ، ولأن العقل الإنساني يميل إلى الوضع الأقل طاقة ، ولا يميل إلى بذل الجهد والطاقة في البحث والتحليل والتفكير ، يتلقاها العقل ويحبها ويؤمن بها ، ويهرب إليها من قسوة الواقع وجفاف العلوم فهي متنفس عقلي فعال .
- الجاذبية والسحر ، حيث أن للخرافة أبعادا سحرية تشويقية وجوانب غامضة مثيرة تجذب العقول الى سماعها ، بعكس المجالات العلمية البحتة الجافة التي تنفر العقول منها ، وهذا ما يفسر لنا حب الناس لأفلام الفانتازايا والخيال العلمي عن الأفلام الوثائقية والأفلام العلمية ، وهذه ما تستغله السينما - وبخاصة سينما الكارتون والسينما التجارية - في جذب جمهور و تحقيق أرباح من انتاج أفلام ومسلسلات عن أساطير قديمة ، ويستغل ايضا صناع الألعاب الإلكترونية الأمر نفسه تقريبا ، على سبيل المثال لاحظ البطل الأسطوري اليوناني هرقل في فيلم عادي + فيلم كارتون + لعبة الكترونية والأمر نفسه ينطبق على شخصيات أسطورية أخرى مثل علاء الدين والسندباد ..إلخ .
- الرغبة في السيطرة على البشر وجمع شملهم على أساس خرافة يعتقدون صحتها ، فيتجنبون شرها ، ويسعون إلى جلب خيرها ، ويستفيد من هذا الأمر رجال السياسة ورجال الدين داخل مجتمع معين خلال زمان معين في اخضاع الناس لهم واستغلالهم دينيا ودنيويا أيضا ! ، ويستفيد من ذلك أيضا رجال العلم أو رجال الدجل الذي اختصوا بتجهيل الناس ( سياسة نشر الجهل بينهم ) من خلال نشر العلم الزائف أو الكاذب بينهم سلبا لوعيهم وتحقيقا لأرباح طائلة منهم .
موصى به :
كتاب الحنين إلى الخرافة للمؤلف عادل مصطفى .
الأسطورة مقياس لتقدم المجتمعات
كلما ازدادت معدلات الجهل والتغييب في الشعب الواحد
كلما ازداد اعتماده على الأساطير والشائعات
ورفع من قيمة الكهنة والدجالين
وهذا ما يتحقق في المجتمع الثيوقراطي الديني
----
وكلما ازدادت معدل العلم والوعي في الشعب الواحد
ازداد ايمانه وتمسكه بالعلوم والثقافات والآداب والفنون
ورفع من قيمة العلماء والأدباء والفلاسفة والفنانين
وهذا ما يتحقق في المجتمع العلماني المدني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق