ما تعريف الأسطورة ؟
ما تعريف الأسطورة عند العرب ؟
قصة لا أصل لها أو حديث ملفق مختلق من وضع البشر ، مع ملاحظة أن العرب لا يميزون بين الأسطورة والخرافة ، وأن معنى الأسطورة نفسه موجود في آيات القرآن الكريم ، حيث ذكر القرآن الكريم مصطلح " أساطير " ولم يذكر مصطلح " خرافات " لأنه نزل بلسان العرب .
ما الفرق بين الأسطورة و الخرافة ؟
ما أهم أنواع أو أقسام الأسطورة ؟
تدور الأسطورة غالبا حول السيرة البطولية لشخص معين ، و قد تكون الأسطورة :
- قصة غير حقيقية ( خيالية / غير واقعية / وهمية ) بطل وهمي ( غير حقيقي ) .
- قصة حقيقية ( فيها مزيج بين الواقع والخيال ) لبطل حقيقي ولكن تم أسطرته ( الحاق الأساطير به ) .
مثال : شخص عادي جدا عاش ومات في حقبة زمنية معينة ، وفي مكان معين أو أماكن متعددة ، وفجأة أصبح له كرامات / معجزات فوق قدرات البشر كالمشي على الماء والتحليق في الهواء وإحياء الموتى وشفاء المرضى ..... إلخ .
- شخص عادي يصارع كائنات خرافية كمصارعة تنين ضخم أو وحش أسطوري ضخم .
- شخص عادي يستعمل أشياء خرافية مثل : بساط الريح ، وحصان بيجاسوس المجنح ...إلخ .
- شخص عادي يقوم بأعمال خرافية كالزواج من 1000 إمرأة مثلا والطواف بهن .
كيف تتم عمليات دراسة الأسطورة ؟
الأسطورة محل دراسة علم دراسة الأساطير أو علم الأساطير أو علم الميثولوجيا / Mythology المصطلح المشتق من : μυθολογία
ما أهم خصائص أو سمات الأسطورة ؟
تتسم الأسطورة بعدة سمات من أهمها ما يلي :
* ظاهرة أدبية :- قصة / رواية أدبية ( قصيرة أو طويلة ) تنتمي إلى فروع الأدب ، أو مقال أو شعر أو نثر ...إلخ .
* ظاهرة إنسانية :- تعبر عن أفكار ورغبات وأحلام الإنسان في مكان معين خلال زمان معين ، وقد يكون للأسطورة أبعاد فلسفية تقود الإنسان إلى التفكير والبحث في ماهيات ومكنونات الوجود - الحياة - الموت - العدم - البعث .
* ظاهرة تاريخية :- تعبر عن تراث تاريخي لمجتمع بعينه ، وأحلام الإنسان في المجتمعات البدائية والقبلية القديمة ، لذلك يسمى تاريخها بالتاريخ المقدس عند البعض ، أيضا استعمل الانسان البدائي الأسطورة لتفسير كيفية وأسباب حدوث الظواهر الكونية والطبيعية التي كانت تحدث قديماً كالبرق والرعد والمطر والسحاب والرياح ، وربط ذلك كله بقوى غيبية وآلهة مثل : إله المطر تلالوك عند شعب المكسيك القديم ، وإله الرعد ثور عند الشعوب الجرمانية القديمة ، و إله البحر بوسيدون عند اليونانيين القدماء ، وإله الشمس شمش عند البابليين والآشوريين القدماء ، وإله خصوبة الأرض آبيس عند القدماء المصريين .
* ظاهرة اجتماعية :- وذلك لأنها حكاية فولكورية جماعية تواترت - بشكل شفهي أو كتابي- في المجتمع الإنساني جيلاً عن جيل ، فضلا عن أنها تعبر عن : أفكار وعادات وتقاليد شعب معين في زمان معين داخل مكان معين ، فلكل مجتمع أساطيره التي تميزه عن المجتمع الآخر وإن تشابهت معظم أفكار الأساطير حول ( الآلهة - الميلاد - البعث - حياة مابعد الموت - الجن والعفاريت - الشياطين ) ، فضلا عن أن مؤلف القصة الشعبية الأسطورية مجهول فهي أشبه بالمؤلَف الجماعي ، وقد يكتب كاتب معروف قصة من تأليفه مستغلا :
* اسم شخصية أسطورية مثل شخصية جحا أو شخصية سندباد .
* اسم أداة أسطورية مثل مصباح علاء الدين الذي تم توظيفه أدبيا ودراميا في فيلم " الفانوس السحري " ، وآداة أو آلة الزمن التي تم توظيفها أدبيا ودراميا في الكثير من الأفلام من بينها فيلم " سمير وبهير وشهير " ، والعصا السحرية التي تم توظيفها أدبيا ودراميا في سلسلة أفلام هاري بوتر .
وهذا هو منهج " توظيف الأسطورة في النصوص الأدبية " مما يجعل القصة الأدبية أكثر تشويقا وإثارة ، على سبيل المثال أذكر : سلسلة ما وراء الطبيعة لدكتور أحمد خالد توفيق ، وقصص الأطفال مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري ، وحكايات جحا و سندباد .
* ظاهرة نفسية :- تعتبر متنفس عن طاقات ورغبات وأحلام بشرية مكبوتة .
* ظاهرة نسبية متغيرة :- تختلف من زمان لآخر ، ومن مكان لآخر ، ومن شخص لآخر
فقد يؤمن مجتمع معين في زمان معين بأسطورة معينة ثم يتخلى عنها بعد ذلك .
- وقد يؤمن مجتمع معين بأسطورة في حين لا يؤمن مجتمع آخر بها .
- وقد يؤمن إنسان معين بأسطورة في زمن معين ثم يتخلى عنها بعد ذلك .
هل يمكن أن ترتبط الأسطورة بالدين ؟
قد ترتبط الأسطورة بدين معين فتغلف بغلاف القداسة من خلال :
* اتصالها بالآلهة والشياطين والجن والملائكة ، وقصص القدامى ( الأنبياء - الأولياء - القديسون ) محل التقدير والاحترام في دين معين .
* سرد الكهنة المتكرر لها .
ومن ثم تأخذ شكل الطوطم أو التوتم في صورته المعنوية ، فيصدر قانون لحماية الأساطير المتعلقة بديانة معينة ، ويعتبر ذلك القانون أن كل من ينتقد أو يسخر من هذه الأساطير مجرم يزدري الدين الرسمي داخل المجتمع ، والسبب هو أن أفراد المجتمع تربط بينهم رابطة روحانية مشتركة ( الرابطة الطوطمية أو الاعتقاد الطوطمي المشترك ) وأي استهزاء بالطوطم يُضعف من قوة هذه الرابطة ، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانقسامه ، لذلك يحمي المجتمع وحدته من خلال رفض أي قول أو سلوك يُضعف من رمز أو قيمة الطوطم لديه حفاظا على وحدته وقوته ، وهذا ما يُعرف في علم " فلسفة القانون وتاريخه " وباقي العلوم الإنسانية والاجتماعية بمصطلح العشيرة التوتمية .
هل يمكن أن يتأسس العلم على الأساطير ؟
العلم الطبيعي يبدد الأساطير ، ولا يقبل بها ، ولا يعتمد عليها ، ويعتبرها خرافات ، في حين تدرس العلوم الإنسانية والإجتماعية الأسطورة بوصفها تراث إنساني واجتماعي وتاريخي .
لماذا يحب الناس الأساطير ؟
لعدة أسباب من أهمها ما يلي :
- نظام اجتماعي وإنساني كان موجودا عند الإنسان البدائي القديم مرحلة ما قبل اكتشاف العلوم والحقائق ، حيث مال الانسان القديم إلى تفسير كل شيء على أساس الخرافة كأن يظن أن هناك وحوش يتصارعون في السماء ، فيهطل المطر أو كأن يظن أن هناك كائن غيبي يضرب السحاب بالعصا فيُسقط المطر على رؤوس البشر .
- تصوير لأمنيات إنسانية مكبوتة ، فالإنسان يتمنى أن يصل إلى ما عجز عنه تماما مثل الطيران في الهواء والتنفس تحت الماء ..إلخ ، أو ما عجز عنه جزئيا كأن يتخيل شخص فقير أن لديه الفانوس السحري الذي يجلب له كل شيء وأن أعدائه الأثرياء قد انهزموا أمامه ! .
- سهولة التناول والتداول ، فالأساطير لا تحتاج إلى منهج علمي لا في النقد ولا في التفكير ، ولأن العقل الإنساني يميل إلى الوضع الأقل طاقة ، ولا يميل إلى بذل الجهد والطاقة في البحث والتحليل والتفكير ، يتلقاها العقل ويحبها ويؤمن بها ، ويهرب إليها من قسوة الواقع وجفاف العلوم فهي متنفس عقلي فعال .
- الجاذبية والسحر ، حيث أن للخرافة أبعادا سحرية تشويقية وجوانب غامضة مثيرة تجذب العقول الى سماعها ، بعكس المجالات العلمية البحتة الجافة التي تنفر العقول منها ، وهذا ما يفسر لنا حب الناس لأفلام الفانتازايا والخيال العلمي عن الأفلام الوثائقية والأفلام العلمية ، وهذه ما تستغله السينما - وبخاصة سينما الكارتون والسينما التجارية - في جذب جمهور و تحقيق أرباح من انتاج أفلام ومسلسلات عن أساطير قديمة ، ويستغل ايضا صناع الألعاب الإلكترونية الأمر نفسه تقريبا ، على سبيل المثال لاحظ البطل الأسطوري اليوناني هرقل في فيلم عادي + فيلم كارتون + لعبة الكترونية والأمر نفسه ينطبق على شخصيات أسطورية أخرى مثل علاء الدين والسندباد ..إلخ .
- الرغبة في السيطرة على البشر وجمع شملهم على أساس خرافة يعتقدون صحتها ، فيتجنبون شرها ، ويسعون إلى جلب خيرها ، ويستفيد من هذا الأمر رجال السياسة ورجال الدين داخل مجتمع معين خلال زمان معين في اخضاع الناس لهم واستغلالهم دينيا ودنيويا أيضا ! ، ويستفيد من ذلك أيضا رجال العلم أو رجال الدجل الذي اختصوا بتجهيل الناس ( سياسة نشر الجهل بينهم ) من خلال نشر العلم الزائف أو الكاذب بينهم سلبا لوعيهم وتحقيقا لأرباح طائلة منهم .
موصى به :
كتاب الحنين إلى الخرافة للمؤلف عادل مصطفى .
هل يمكن اعتبار الأسطورة مقياس واقعي لتقدم المجتمعات ؟
نعم ، فكلما ازدادت معدلات الجهل والتغييب في الشعب الواحد ، كلما ازداد اعتماده على الأساطير والشائعات ، ورفع من مكانات الكهنة والدجالين ، وهذا ما يتحقق في المجتمع الثيوقراطي الديني .
وكلما ازدادت معدلات العلم والوعي في الشعب الواحد ، ازداد ايمانه وتمسكه بالعلوم والثقافات والآداب والفنون ، ورفع من مكانات العلماء والأدباء والفلاسفة والفنانين ، وهذا ما يتحقق في المجتمع العلماني المدني .