ما المقصود بعبارة وأد البنات ؟
قتل مولودة أنثى حية بسبب جنسها ، وهو أيضا دفن الفتاة وهي حية في التراب ( قاموس المعاني ) ، والموءودة هي الفتاة الصغيرة التي دُفنت وهي حية ، وهو لفظ مشتق من قول العرب « قد آدَهَا بالتراب » أي أثْقَلَها بالتراب .
سؤال فرعي : ما تعريف الأمم المتحدة لفعل الوأد بوجه عام ؟
مقتل أطفال ، في غضون أسابيع من ولادتهم و غالبا بدفنهم أحياء في التراب ، و غالبا ما كان يتم الوأد على أيدي الأب أو الجد أو أحد أصحاب السلطة الأسرية. ( منظمة الإسكوا )
سؤال فرعي : ما الفرق بين فعل إجهاض البنات و فعل وأد البنات ؟
الإجهاض هو قتل الجنين قبل ولادته وهو في رحم الأم ، بينما الوأد هو قتل المولود بعد ولادته أي بعد نزوله من بطن الأم .
ما أهم أسباب وأد البنات ؟
من أهم عوامل أو دوافع وأد البنات أذكر ما يلي :
* تفضيل الذكور عن الإناث بسبب عادات وتقاليد مجتمع ذكوري أبوي .
* اعتبار البنت أحد أسباب العار ، وبخاصة إذا وقعت الفتاة في السبي بعد الغزو ، أو تم تطليقها من زوجها ، أو مارست الزنا فأصابت قومها بالخزي ، ومما يؤكد ذلك قول القلقشندي" : « إن العرب كانت تئد البنات خشية العار " .
* اعتبار البنت مجلبة للنفقات العالية من أجل ربايتها وتجهيزها وتزويجها .
* اعتبار البنت ابنة لله عند العرب قبل الإسلام ، وبالتالي يجب أن تذهب إليه عن طريق قتلها .
* التضحية بالبنت كقربان لإله معين ( التضحية البشرية بالأطفال ) ، عن طريق دفن البنت حية .
هل حقا مارس العرب قبل الإسلام سلوك وأد البنات ؟
قيل أن العرب كانوا يعتادون ممارسة سلوك وأد البنات قبل الإسلام
قال قتادة: ( كان مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء، وأشدّهم في هذا تميم. زعموا خوف القهر عليهم، وطمع غير الأكفاء فيهن )
وقد أشار الإمام القرطبي إلى أن كلمة " وأد " جاءت في بعض الأشعار العربية القديمة مثل :
شعر متمم بن نويرة :
و موؤودة مقبورة في مفازة.... بآمتها موسودة لم تمهد
شعر الفرزدق :
ومنا الذي منع الوائدات ...... فأحيا الوئيد فلم يوأد
كما جاء على لسان أعرابي :
ما لقيَ الموؤودُ منْ ظلمِ أمِّهِ...كَمَا لقيَ ذُهْلٌ جميعًا وعامرُ
سؤال فرعي : ما اسم أول قبيلة وأدت البنات في مجتمع العرب قبل الإسلام ؟
سؤال فرعي : ما اسم أول شخص وأد البنات في مجتمع العرب قبل الإسلام ؟
يروى أن أول من وأد البنات من العرب هو قيس بن عاصم المنقري التميمي ، لأنه خشي أن يخلف على بناته من هو غير كف لهن ، وكان قد وأد ثماني بنات ، وقد جاء قيس بن عاصم إلى النبي فقال : يا رسول الله إني قد وأدت بنات لي في الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتق عن كل واحدة منهن رقبة ، فقال: يا رسول الله إني صاحب إبل ، قال: فانحر عن كل واحدة منهن بدنة ( المعجم الكبير - الطبراني )
سؤال فرعي : هل حقا وأد الصحابي عمر بن الخطاب إحدى بناته في الجاهلية ؟
روي عن الصحابي عمر بن الخطاب أنه وأد ابنته قبل إسلامه ، ولكن هذه الرواية غير صحيحة ولا يوجد لا سند لها ولا دليل عليها .
ماذا عن الرأي الرافض لروايات وأد البنات عند العرب قبل الإسلام ؟
هناك من يرى أن العرب قبل الإسلام لم يئدوا بناتهم ، و لم يقترفوا هذا الفعل مطلقا ، ومن بين مؤيدي هذا الرأي :
أ. سامح عسكر في مقاله أكذوبه وأد البنات عند العرب .
د. بن تنباك مرزوق في كتابه " الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة " ، والذي رأى أن وأد البنات أكذوبة تاريخية ، ولم يكن حقيقة عند العرب قبل الإسلام .
ما موقف الإسلام من فعل وأد البنات ؟
نهى الإسلام عن وأد البنات ، حيث استنكر القرآن الكريم مبدأ جعل البنات لله من خلال قتلهن في قوله تعالى :
﴿ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ ﴾ ( سورة النجم : الآية رقم 21 )
كما استنكر القرآن الكريم كراهية انجاب الإناث كما جاء في قوله تعالى :
﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ ( سورة النحل : الآية رقم 58 )
كما أنزل الله - عز وجل - آيتان قرآنيتان تستنكران فعل الوأد صراحة في قوله تعالى :
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) ﴾ ( سورة التكوير : الآيتان 7 و 8 ) .
وقد رفض الله تعالى قتل الأولاد - الذكور بوجه عام والإناث بوجه خاص - خوفا من الفقر فقال في كتابه العزيز :
﴿ وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ﴾ ( سورة الأنعام : الآية رقم 137 )
﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ﴾ ( سورة الأنعام : الآية رقم 140 )
﴿ وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم ﴾ ( سورة الأنعام : الآية رقم ١٥١)
﴿ وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا ﴾ ( سورة الإسراء : الآية رقم ٣١)
كما كان من بين شروط بيعة المؤمنات للنبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يقتلن أولادهن كما جاء في قوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ ....﴾ ( سورة الممتحَنة : الآية رقم 12 )
ومعلوم في اللغة أن لفظ ( الولد ) يُطلق على الذكر والأنثى سواء بسواء لأنه يعني كل من ولِدَِ .
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح :
هل مارس الصينيون القدماء فعل وأد الإناث ؟
كان الصينيون القدماء يئدون الأطفال الإناث بدفنهن أحياء خشية الفقر .
هل مارس الهنود القدماء فعل وأد الإناث ؟
كان الهنديون القدماء يئدون الأطفال الإناث بدفنهن أحياء خشية الفقر أيضا .
سؤال فرعي : هل حقا لا يزال الهنود يمارسون فعل وأد الإناث في العصر الحديث ؟
يقال أن هذه العادة لاتزال تمارس في الهند ، وقد شجبت منظمة الأمم المتحدة هذه العادة في العصر الحديث .