ما المقصود بممارسة التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : قتل الطفل كقربان من إرضاء لإله وثني معين عن طريق ذبح الطفل أو إغراقه في الماء أو إحراقه بالنار أو دفنه حيا تحت التراب .
ما طبيعة ممارسة التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : طقس ديني وثني ذو طابع اجتماعي ( عادة أو ممارسة اجتماعية )
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الممارسة واستنكرها بشدة كما جاء في قوله تعالى :
﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ﴾ ( سورة الأنعام : الآية رقم 140 )
﴿ وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ﴾ ( سورة الأنعام : الآية رقم 137 )
سؤال فرعي : ما أشهر المجتمعات القديمة التي مارست أفعال التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : هناك عدة أمثلة على التضحيات البشرية بالأطفال في عدة مجتمعات قديمة من أشهرها ما يلي :
- التضحية بالطفل لإرضاء الإله البعل هامون في قرطاج .
- التضحية بالطفل لإرضاء الآلهة في أوغندا .
- التضحية بالطفل لإرضاء الآلهة في بيرو .
- التضحية بالطفل لإرضاء الإله مولك أو ملكوم أو مولوخ عند الكنعانيين والفينيقيين القدماء ( سفر الملوك الثاني 23 : 10 ) .
- التضحية بالطفل لإرضاء آلهة حضارة " المايا " .
- التضحية بالطفل لإرضاء الإله " آنو " في ظل الحضارة البابلية القديمة .
سؤال ثانوي : هل مارست الحضارة المصرية القديمة أفعال التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : لم تعرف الحضارة المصرية القديمة أفعال التضحية البشرية بالأطفال ، وما كان معروفا عن تلك الحضارة بالنسبة لممارسة إلقاء فتاة حية في ماء النيل قرباناً للإله " حابي " إله فيضان النيل ( قصة عروس النيل ) يمثل رواية شعبية لا حقيقة تاريخية ، فما كان يُلقى في النيل دمية عروس مصنوعة من الخشب .
سؤال ثانوي : هل مارس المجتمع اليهودي القديم أفعال التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : لا ، نهى الله شعب بني اسرائيل عن تقديم أطفالهم كقربان لإله وثني ، وقد أمر الله النبي إبراهيم بذبح كبش بدلا من ذبح ابنه اسحاق ( سفر التكوين 22 : 1- 13 ) ، وهذا ما صدق عليه القرآن الكريم في سورة الصافات الآيات من 102 حتى 107 .
والجدير بالذكر أن المجتمع اليهودي القديم كان يتقرب إلى الإله يهوه عن طريق تقديم قرابين غير بشرية سواء أكانت هذه القرابين :
قرابين حيوانية ( ذبائح الأغنام والطيور )
مثل ذبائح المحرقة الدائمة (خر 29: 38-42) ، وذبائح يوم السبت (عد 28: 9-10) ، وذبائح السلامة التي كانت تقدم شكرا للرب واعترافا بأفضاله (لا 3؛ 7: 11-13) ، وذبائح الخطيئة التي كانت تُقَدَّم للتكفير عن الخطايا الجماعية عند وقوع الجماعة في خطيئة معينة (لا 4: 12-13) ، وذبيحة الإثم التي كانت تقدم للتكفير عن شخص شخص واحد أخطأ في حق الله (سفر اللاويين 5: 17-19)
قرابين نباتية ( الحبوب والغلال والثمار والأطعمة )
مثل : التقدمة التي كانت عبارة عن خليط من دقيق مع زيت ولبان (لا 2: 1، 4-13) ، والرفيعة التي كانت تمثل الغلال بعد الحصاد (عد 15: 20-21) ، وحزمة الترديد وهي أولى باكورات الأرض التي كانت تقدم في عيد الفصح (لا 23: 10-14) ، وخبز التردد الذي كان يقدم في عيد الخمسين (لا 23: 17-20).
سؤال ثانوي : هل توجد علاقة بين الديانة المسيحية وممارسات التضحية البشرية بالأطفال ؟
الجواب : لم تأمر المسيحية أتباعها بأن يقدموا أطفالهم كقرابين للإله ، ولكن يعتقد المسيحيون أن المسيح قد بذل نفسه أي قدم نفسه كقربان عن البشرية بعمله الكفاري على الصليب ( رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 14 ) ، لذلك يوصف السيد المسيح في الإنجيل بأنه خروف أو الخروف المذبوح أو خروف الفصح أو حمل الله أو الفادي المذبوح ، أي أن التضحية البشرية هنا محلها السيد المسيح لا الأطفال المسيحيين .